أنهت الأسواق العالمية تعاملات يوم الخميس على نغمة إيجابية، مدفوعة بتطورات سياسية واقتصادية هامة، في مقدمتها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق تجاري جديد مع المملكة المتحدة واحتمالات تخفيف الرسوم الجمركية على الصين.
جاءت هذه الأنباء في وقت يترقب فيه المستثمرون محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين، مما عزز من ثقة الأسواق ودفع بأسعار الأسهم والعملات الرقمية إلى الارتفاع، في حين سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا، وواصل النفط مكاسبه.
ويقدم هذا التقرير نظرة شاملة على أداء أبرز المؤشرات المالية وأسواق السلع والعملات خلال تعاملات اليوم.
أنهت الأسهم الأمريكية جلسة يوم الخميس على ارتفاع، مدفوعة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع المملكة المتحدة، مع الإشارة إلى أن هناك المزيد من الاتفاقات في طور الإعداد، إضافة إلى احتمالية خفض الرسوم الجمركية على الصين.
وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 0.6% لكل منهما، في حين قفز مؤشر ناسداك المركب، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، بنسبة 1.1%.
وعلى الرغم من ذلك، أنهت المؤشرات الثلاثة التداول بعيدًا عن أعلى مستوياتها خلال الجلسة.
يأتي هذا الارتفاع بعد جلسة إيجابية يوم الأربعاء أعقبت يومين من التراجع، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات المفاوضات التجارية على أمل أن يخفف ترامب من موقفه المتشدد بشأن الرسوم الجمركية.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي صباح الخميس إن الاتفاق مع المملكة المتحدة "هو الأول ضمن سلسلة من الاتفاقات التجارية التي تفاوضت عليها إدارته خلال الأسابيع الأربعة الماضية".
وكان الرئيس قد صرّح في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق أن هناك "اتفاقات أخرى عديدة" وصلت إلى "مراحل تفاوض متقدمة".
ويأتي الاتفاق مع لندن قبل محادثات مرتقبة للغاية يوم السبت في سويسرا بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بعد أن فرضا رسومًا جمركية تجاوزت 100% على وارداتهما المتبادلة، مما أدى فعليًا إلى توقف التجارة وأثار المخاوف بشأن نقص في المنتجات وارتفاع معدلات التضخم.
وأعرب ترامب عن تفاؤله بشأن هذه المحادثات، مؤكدًا أن هناك إمكانية لخفض الرسوم على الواردات الصينية إذا سارت المفاوضات بشكل جيد.
أسهم التكنولوجيا تقود المكاسب وسط توقعات إيجابية وخفض محتمل للقيود
وشهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى ارتفاعًا واسع النطاق، بقيادة شركة تسلا (TSLA) التي صعدت بنسبة 3%.
وارتفعت أسهم شركة ألفابت (GOOG) المالكة لجوجل بنسبة 2% بعد تراجعها الحاد بنسبة 7% يوم الأربعاء، إثر تقارير عن نية شركة آبل دمج محركات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي في متصفح سفاري، ما قد يؤثر سلبًا على حصة جوجل في السوق.
وسجلت أسهم آبل (AAPL) بدورها ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6%، في حين ارتفعت أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية مثل إنفيديا (NVDA) وبروتكوم (AVGO) بنسبة 0.3% و1.4% على التوالي، بعد أنباء عن نية الإدارة الأمريكية تخفيف القيود على صادرات أشباه الموصلات.
وحققت شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى مكاسب كذلك، حيث ارتفعت أسهم أمازون (AMZN) بنسبة تقارب 2%، وارتفعت أسهم مايكروسوفت (MSFT) وميتا (META) أيضًا.
من بين التحركات اللافتة، قفز سهم شركة AppLovin (APP) بنسبة 12% بعد إعلانها عن بيع قسم ألعاب الهواتف المحمولة وتحقيق أرباح فصلية تجاوزت توقعات المحللين.
في المقابل، تراجعت أسهم Arm Holdings (ARM) بنسبة 6% بعد تقديمها لتوقعات مالية مخيبة للآمال.
تتداول الأسواق الأمريكية في بداية يوم الجمعة بتفاؤل، مدعومةً بتفاؤل المستثمرين بشأن المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الاتفاق التجاري الأخير مع المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تواصل مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل داو جونز وناسداك ارتفاعها، خاصةً في القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا والطاقة.
العملات الرقمية ترتفع وبيتكوين تتجاوز 100 ألف دولار
وشهدت الأسهم المرتبطة بالعملات الرقمية ارتفاعًا قويًا بعد أن تجاوز سعر بيتكوين حاجز 100,000 دولار للمرة الأولى منذ فبراير، ليصل إلى 102,800 دولار في ساعات التداول الأخيرة، مرتفعًا من أدنى مستوى ليلي بلغ 96,100 دولار.
وصعد سهم شركة MicroStrategy (MSTR)، أكبر مالك مؤسسي لعملة البيتكوين، بنسبة 6%، بينما ارتفعت أسهم منصة كوينبيس (COIN) ومعدّن البيتكوين MARA Holdings بنسبة 5% و7% على التوالي.
تشير التوقعات إلى إمكانية وصول البيتكوين إلى مستويات أعلى، مع استهداف بعض المحللين مستوى 120,000 دولار خلال الربع الثاني من العام.
كيف كان أداء الذهب والنفط يوم أمس؟
وفي أسواق السلع، تراجعت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي بنسبة 2.4% لتسجل 3,310 دولارات للأونصة.
في حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) بنسبة 3.8% لتصل إلى 60.30 دولارًا للبرميل، وسط تقلبات حادة في السوق نتيجة عدم اليقين الاقتصادي.
من المتوقع أن تظل الأسعار في نطاق يتراوح بين 3,200 و3,300 دولار للأونصة، مع مراقبة المستثمرين لأي تطورات اقتصادية قد تؤثر على الطلب على المعدن الأصفر.
كما تشير التوقعات إلى إمكانية استمرار هذا الاتجاه الصعودي، خاصةً مع التفاؤل بشأن المحادثات التجارية وتخفيف القيود على صادرات النفط من بعض الدول المنتجة.
أداء سوق السندات الأمريكية يوم أمس الخميس
أما في سوق السندات، فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.38% مقارنة بـ4.28% في الجلسة السابقة، ما يشير إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، خاصة على القروض العقارية.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الجمعة
يتوقع محللو الأسواق اليوم الجمعة أن يشهد سوق الفوركس تحركات ملحوظة نتيجة ترقب بيانات التضخم الأمريكية، حيث تشير التقديرات إلى احتمال تراجع الدولار بنسبة 0.3% مقابل العملات الرئيسية، مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة.
في المقابل، من المتوقع أن يرتفع اليورو بنسبة 0.4%، والجنيه الإسترليني بنسبة 0.2%، بينما يستقر الين الياباني.
أما الدولار الأسترالي قد يحقق مكاسب بنسبة 0.5% بفضل بيانات محلية إيجابية.