في جلسة ساد بها التباين بين الزخم التكنولوجي والضغوط المالية، خطف مؤشر ناسداك الأضواء مجددًا ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا مدفوعًا بصعود مذهل لأسهم إنفيديا، التي عززت مكانتها التاريخية بقفزة في قيمتها السوقية.
وبينما احتفلت وول ستريت بتفاؤل التكنولوجيا، خيمت سحابة من الحذر على بقية الأسواق، مع تزايد المخاوف من استمرار تشدد السياسة النقدية عقب بيانات التضخم الأمريكية.
وفي الأفق، يترقب المستثمرون حول العالم إشارات جديدة قد تقلب الموازين من بيانات التضخم المنتظرة وتطورات السياسات الاقتصادية العالمية.
سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية أداءً متباينًا في جلسة الثلاثاء 15 يوليو 2025، وسط تباين في معنويات المستثمرين بفعل نتائج أرباح البنوك الكبرى ومخاوف من تأخر خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، رغم الارتفاع القوي لأسهم شركات التكنولوجيا بقيادة إنفيديا.
تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.4% بعد أن كان قد بدأ الجلسة على ارتفاع مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا، بينما تمكن مؤشر ناسداك المركب من تحقيق مكاسب بنسبة 0.2% ليغلق عند مستوى تاريخي جديد لليوم الثاني على التوالي.
في المقابل، هبط مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1%، ليفقد أكثر من 400 نقطة، متأثرًا بالأداء الضعيف لأسهم البنوك.
جاء ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات التضخم الصادرة صباح اليوم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في يونيو إلى 2.7% مقارنة بـ 2.4% في مايو، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات المحللين.
وعلى الرغم من أن هذا المستوى لا يشير إلى تسارع كبير في الضغوط التضخمية، إلا أنه لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%، ما قلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة في الأجل القريب.
في قطاع التكنولوجيا، قفز سهم إنفيديا بنسبة 4% بعد إعلانها استئناف شحنات رقاقات الذكاء الاصطناعي من طراز H20 إلى الصين، عقب تلقيها تأكيدات من البيت الأبيض بشأن رفع القيود المفروضة على تصدير تلك الشرائح.
وقد ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى 4 تريليونات دولار، لتصبح بذلك أول شركة في التاريخ تصل إلى هذا المستوى.
هذا الإعلان دفع قطاع الرقائق إلى تسجيل مكاسب واسعة، حيث صعد سهم AMD بأكثر من 6%، وحققت كل من ARM Holdings وBroadcom مكاسب بحوالي 2%، إلى جانب ارتفاع مؤشر VanEck Semiconductor ETF.
كذلك، ارتفع سهم شركة Super Micro Computer، الشريك الرئيسي لإنفيديا، بنسبة 7%، ليتصدر قائمة الأسهم الرابحة في مؤشر S&P 500.
أما باقي أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، فقد سجلت مكاسب محدودة، حيث ارتفعت أسهم مايكروسوفت، آبل، أمازون، وألفابت بأقل من 1%.
في المقابل، تراجع سهم تسلا بنسبة 2%، وهبط سهم ميتا بلاتفورمز بنسبة 1.5%.
وفي القطاع المالي، بدأت الشركات الكبرى بإعلان نتائجها للربع الثاني، حيث تراجعت أسهم State Street بنسبة 7% لتقود خسائر S&P 500ظ
كما هبط سهم ويلز فارجو وبلاك روك بأكثر من 5% لكل منهما، فيما انخفض جيه بي مورجان بنحو 1%.
وعلى النقيض، ارتفع سهم سيتي جروب بنسبة 4% بعد نتائج فصلية فاقت التوقعات.
في أسواق العملات المشفرة، تراجع البيتكوين بعد أن كان قد سجل عدة مستويات قياسية في الأيام الماضية.
وتم تداوله عند 117,400 دولار، منخفضًا من 120,000 دولار يوم الإثنين، لكنه لا يزال أعلى من أدنى مستوى سجله خلال اليوم عند 115,700 دولار. وكان قد بلغ ذروته التاريخية عند 123,000 دولار صباح الإثنين.
أما في سوق السندات، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.49%، وهو أعلى مستوى منذ أوائل يونيو، مما يزيد من تكلفة الاقتراض على المستهلكين والشركات، خاصة في سوق الرهن العقاري.
كما واصل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعه بنسبة 0.6% ليصل إلى 98.64 نقطة، مدعومًا بمكاسب متواصلة خلال الأسبوع الماضي.
في أسواق السلع، انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.9% لتسجل 3330 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغت أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع في وقت سابق من اليوم.
كما تراجعت أسعار النفط، حيث انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% إلى 66.75 دولارًا للبرميل، بعد تراجعها بأكثر من 2% خلال جلسة الإثنين.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الأربعاء؟
تتجه الأسواق المالية العالمية اليوم الأربعاء نحو أداء متباين، حيث تترقب الأسواق الأمريكية صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين لتحديد توجهات الفيدرالي المقبلة، في ظل استمرار الضغوط التضخمية ومخاوف تأخر خفض الفائدة.
بينما تشهد الأسهم الآسيوية تباينًا، وتستعد الأسواق الأوروبية لجلسة حذرة مع ترقب بيانات التضخم والإنتاج الصناعي.
في المقابل، ارتفعت أسعار النفط بدعم من زيادة الطلب الصيفي، وسط تراجع للذهب وارتفاع طفيف في الدولار وعوائد السندات، مما يعكس حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين عالميًا.