افتتحت الأسواق المالية العالمية تداولات شهر يوليو 2025 بزخم إيجابي واضح، مدعومة بانحسار التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ما أعاد تعزيز شهية المستثمرين تجاه المخاطرة.
وتزامن ذلك مع استمرار المكاسب القوية في وول ستريت، مدفوعة بتفاؤل حيال قرارات مرتقبة من الاحتياطي الفيدرالي، وتطورات مشجعة في ملفي التجارة والموازنة داخل الكونغرس الأميركي.
وبينما تستقر أسعار السلع الرئيسية، يتجه المستثمرون لمراقبة بيانات النشاط الصناعي ومحضر اجتماع الفيدرالي، بحثًا عن إشارات جديدة تدعم استمرار الاتجاه الصاعد للأسواق في بداية الربع الثالث من العام.
أغلقت الأسهم الأمريكية تداولات يوم الإثنين على ارتفاع، مواصلةً مكاسبها للشهر الثاني على التوالي، في ظل تفاؤل المستثمرين بشأن التطورات الجارية في ملفي التجارة والموازنة داخل الكونغرس.
وسجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب ارتفاعًا بنسبة 0.5% لكل منهما، فيما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6%.
وجاءت هذه المكاسب عقب أسبوع قوي دفع مؤشر S&P 500 إلى تسجيل أول مستوى قياسي له منذ فبراير، بينما لامس مؤشر ناسداك أعلى مستوى له منذ ديسمبر الماضي.
في المجمل، أنهى مؤشر S&P 500 الربع الثاني من العام بمكاسب بلغت نحو 11%، بينما قفز مؤشر ناسداك بنسبة 18%، بعد أن تعافى السوق من تراجعات أوائل أبريل التي أثارها القلق بشأن الرسوم الجمركية.
أما على صعيد الأداء الشهري، فقد ارتفع S&P 500 بنسبة 5% في يونيو، وناسداك بنسبة 6.6%، فيما أضاف داو جونز 4.3%، مسجلًا ثاني شهر على التوالي من المكاسب القوية للمؤشرات الرئيسية.
ساهم التراجع النسبي في التوترات الجيوسياسية، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في تهدئة الأسواق، إلى جانب تفاؤل بإمكانية توصل الولايات المتحدة إلى اتفاقيات تجارية جديدة تخفّض الرسوم الجمركية، وتوقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
في تطور داعم لثقة المستثمرين، أعلنت كندا تراجعها عن تطبيق ضريبة الخدمات الرقمية، في خطوة تهدف إلى إعادة تحريك المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، تابع المستثمرون عن كثب التصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع الموازنة الموحد المعروف باسم "One Big Beautiful Bill" الذي يدعمه الرئيس دونالد ترامب.
على صعيد الأسهم، شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى تحركات متباينة. فقد صعد سهم آبل بنسبة 2% بعد تقرير أفاد بأن الشركة تدرس استخدام تقنيات من "أوبن إيه آي" أو "أنثروبيك" لتطوير مساعدها الصوتي "سيري".
كما ارتفع سهم برودكوم بنحو 2%، وسجلت أسهم إنفيديا، ومايكروسوفت، وميتا مكاسب طفيفة. في المقابل، تراجعت أسهم أمازون وتسلا بنسبة تقارب 2%، فيما انخفض سهم ألفابت بشكل طفيف.
وسجل سهم شركة بالانتير ارتفاعًا بأكثر من 4%، بعد إعلانها عن شراكة جديدة مع شركة أكسنتشر لتنفيذ مشاريع لصالح الحكومة الفيدرالية، ما ساعده على تعويض خسارة بنسبة 9% سجلها في جلسة الجمعة الماضية.
كما قفزت أسهم كل من هيوليت باكارد إنتربرايز بنسبة 11%، وجونيبر نتوركس بنسبة 8.5%، لتتصدر قائمة الرابحين في مؤشر S&P 500، عقب تسوية دعوى قضائية أقامتها وزارة العدل ضد صفقة استحواذ HPE على جونيبر.
وفي القطاع المالي، ارتفع سهم غولدمان ساكس بنسبة 2.5%، ليتصدر مكاسب مؤشر داو جونز، بينما حققت أسهم جي بي مورغان، وويلز فارجو، وسيتي غروب مكاسب بنحو 1% لكل منها، بعد نتائج اختبارات الضغط التي أجراها الاحتياطي الفيدرالي، والتي أظهرت قدرة كبرى البنوك الأمريكية على الصمود في مواجهة الركود.
من جهة أخرى، تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.23%، مقارنة بـ 4.28% عند الإغلاق يوم الجمعة، ليسجل أدنى مستوى له منذ مطلع مايو.
في حين انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% إلى 96.81 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات.
وفي أسواق الأصول الأخرى، استقر سعر البيتكوين قرب مستوى 107,400 دولار، دون تغيير يُذكر عن مستوياته المتأخرة يوم الجمعة، رغم بلوغه 109,000 دولار خلال الليل.
أما خام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي لأسعار النفط، فقد تراجع بنسبة 0.8% إلى 64.95 دولار للبرميل، بعد أن بلغ أكثر من 77 دولارًا الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من تعطل الإمدادات جراء التوترات في الشرق الأوسط، قبل أن تنخفض الأسعار مع تلاشي تلك المخاوف.
وفي سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.8% إلى 3,315 دولارًا للأوقية في التداولات المتأخرة، بعد أن تجاوزت حاجز 3,400 دولار في بداية الأسبوع الماضي مدعومة بالتوترات الجيوسياسية.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء؟
تبدأ الأسواق المالية العالمية تداولات اليوم الثلاثاء، 1 يوليو 2025، على نغمة إيجابية مدعومة بتهدئة التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ما يعزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وسجلت الأسهم الأميركية مكاسب قوية مع توقعات بخفض محتمل في أسعار الفائدة، بينما تراجعت عوائد السندات، واستقرت أسعار الذهب والنفط بعد تقلبات الأسبوع الماضي.
كما يترقب المستثمرون صدور بيانات النشاط الصناعي في الولايات المتحدة ومحضر اجتماع الفيدرالي، وسط تفاؤل باستمرار الزخم الإيجابي للأسواق في بداية الربع الثالث من العام.