سجلت الأسواق المالية العالمية تراجعات ملحوظة خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مع استمرار حالة الحذر في صفوف المستثمرين نتيجة تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، الذي دخل يومه الخامس.
ودفع هذا التصعيد الجيوسياسي الكثير من المستثمرين إلى تجنّب الأصول عالية المخاطر والتوجه نحو الملاذات الآمنة، ما أثر سلبًا على أداء الأسهم حول العالم.
أداء سوق الأسهم يوم أمس الثلاثاء
في الولايات المتحدة، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية، حيث هبط مؤشر داو جونز بنحو 300 نقطة، فيما انخفض مؤشرا S&P 500 وناسداك بنسبة تقترب من 0.8% و0.9% على التوالي.
جاءت هذه التراجعات في ظل مخاوف الأسواق من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة التي جاءت أضعف من المتوقع.
الأسواق الأوروبية سارت على نفس النهج، وسجلت تراجعات متأثرة بالأوضاع الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن السياسات النقدية.
وفي آسيا، بدأت المؤشرات اليوم على انخفاض، لكنها شهدت بعض التعافي المحدود مع اقتراب نهاية التداولات.
ما هي توقعات الأسواق لأداء سوق الأسهم العالمية اليوم الأربعاء
من المتوقع أن تفتتح أسواق الأسهم على تباين، مع استمرار حالة الحذر التي تهيمن على المستثمرين بسبب التوترات في الشرق الأوسط، خصوصًا بين إسرائيل وإيران.
كما يراقبون المستثمرون عن كثب نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم، مما قد يحد من تحركات الشراء النشطة.
وفي حال أعلن الفيدرالي تثبيت الفائدة دون لهجة تشدد، قد يشهد السوق ارتدادًا صعوديًا مؤقتًا، أما في حال الإشارة إلى استمرار السياسة المتشددة، فقد تتعرض الأسهم لمزيد من الضغط.
كيف كان أداء الذهب والنفط يوم أمس وما هي توقعات اليوم؟
أسواق السلع شهدت بدورها تحركات ملحوظة، حيث ارتفعت أسعار النفط بنحو 3 إلى 5%، مع تنامي القلق من تعطل إمدادات الطاقة بفعل التوترات في الشرق الأوسط.
كما صعدت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، في ظل لجوء المستثمرين إليه كملاذ آمن خلال فترات عدم الاستقرار.
إن الذهب مرشح لمواصلة الارتفاع خلال تعاملات اليوم، بدعم من المخاوف الجيوسياسية وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة، خاصة إذا حمل بيان الفيدرالي نبرة مترددة بشأن تخفيض الفائدة في المستقبل.
لكن في حال ارتفعت عوائد السندات بشكل مفاجئ، قد يواجه الذهب بعض الضغط.
أسعار النفط ستظل تحت تأثير الأوضاع في الشرق الأوسط، ويُرجح أن تحافظ على مكاسبها أو ترتفع بشكل طفيف إذا استمرت التوترات.
كما ستتابع الأسواق تقارير المخزون الأمريكي التي تصدر لاحقًا اليوم، إذ أن انخفاض المخزون سيدعم الأسعار بينما الارتفاع قد يضغط عليها قليلاً.
أداء البيتكوين يوم أمس وتوقعات اليوم الأربعاء
شهدت عملة البيتكوين يوم أمس الثلاثاء تذبذبًا واضحًا في الأداء، حيث تأثرت بشدة بموجة الحذر السائدة في الأسواق العالمية نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران.
تراجعت البيتكوين خلال تعاملات الثلاثاء بنحو 1.2%، لتتداول في نطاق يتراوح بين 103,500 و105,800 دولار، وسط ضغوط بيعية خفيفة وغياب محفزات فنية قوية لدفع السعر نحو الأعلى.
بالنسبة لتوقعات اليوم الأربعاء، فإن حركة البيتكوين ستظل مرهونة بمخرجات اجتماع الفيدرالي الأمريكي مساءً.
في حال جاء البيان أقل تشددًا من المتوقع أو أشار إلى قرب خفض الفائدة، قد تشهد العملة الرقمية ارتدادًا صعوديًا بنسبة تتراوح بين 1.5% و2%.
أما إذا أكد الفيدرالي على استمرار السياسة المتشددة، فقد تتعرض البيتكوين لمزيد من الضغط وتهبط نحو مستويات 102,000 دولار أو أقل.
أداء سوق السندات يوم أمس.. وتوقعات اليوم
أما في سوق السندات، فقد تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات، نتيجة تزايد الإقبال على شرائها كأداة لحماية رأس المال، مما يعكس تراجع شهية المخاطرة بشكل عام.
من المتوقع أن تشهد عوائد سندات الخزانة تقلبات ملحوظة خلال تعاملات اليوم، خصوصًا بعد إعلان نتائج اجتماع الفيدرالي.
إذا أشارت التوقعات إلى تأجيل خفض الفائدة، فقد ترتفع العوائد، أما إذا خفف الفيدرالي من نبرته، ستنخفض العوائد مع زيادة الإقبال على السندات.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الأربعاء
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم الأربعاء تقلبات واضحة قبيل إعلان قرار الفيدرالي الأمريكي مساءً.
حيث يرجح أن يسجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% إلى 0.4% مقابل معظم العملات الرئيسية، في حال أشار الفيدرالي إلى إبقاء السياسة النقدية متشددة.
أما اليورو فقد يتراجع بنسبة 0.3% مقابل الدولار، وسط ضعف التوقعات الاقتصادية في منطقة اليورو.
وبالنسبة للجنيه الإسترليني، يُتوقع أن يتراجع بنسبة 0.2% أيضًا، نتيجة تباين السياسات النقدية بين لندن وواشنطن.
في المقابل، قد يسجل الين الياباني ارتفاعًا بنسبة 0.3% في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتعزيز الطلب على الأصول الآمنة.