أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية جلسة الخميس على ارتفاعات قوية، مدفوعةً بتراجع المخاوف الجيوسياسية وتفاؤل المستثمرين بإمكانية خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
جاء هذا الأداء القوي بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، في وقت أظهرت فيه أسواق العملات والطاقة والمعادن تفاعلاً متفاوتًا مع هذه التطورات.
وفي مستهل تداولات الجمعة، تتجه الأسواق المالية العالمية لمواصلة الأداء الإيجابي، في ظل حالة من التفاؤل الحذر تسيطر على المستثمرين.
أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات يوم الخميس على ارتفاع حاد، مقتربة من تسجيل مستويات قياسية جديدة، في ظل تقييم المستثمرين لسلسلة من البيانات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول توقعات خفض أسعار الفائدة.
سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 6041 نقطة، مقتربًا بفارق 3 نقاط فقط من أعلى مستوى إغلاق له في فبراير.
أما مؤشر "ناسداك" الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا فقد صعد بنسبة 1% إلى 20168 نقطة، مقتربًا من رقمه القياسي السابق بفارق 6 نقاط فقط.
وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.9%، أي ما يعادل 400 نقطة، لكنه لا يزال أقل بنحو 4% من أعلى مستوياته التاريخية.
جاء هذا الأداء القوي بعد جلسة ضعيفة يوم الأربعاء، أعقبت مكاسب كبيرة في اليومين السابقين، حيث تراجعت حدة المخاوف الجيوسياسية التي أثرت سلبًا على الأسواق خلال الأسابيع الماضية، عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وتلقى المستثمرون دفعة من عدة تقارير اقتصادية صدرت الخميس، شملت بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، وأرقام الميزان التجاري، وطلبات السلع المعمرة، إلى جانب القراءة المحدثة للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول.
كما أدلى عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات بعد شهادة رئيس البنك المركزي، جيروم باول، أمام الكونغرس هذا الأسبوع، والتي أشار خلالها إلى ضرورة توافر مزيد من البيانات بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد قبل اتخاذ قرار بشأن الفائدة.
وقد ألمح بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية إلى احتمال خفض الفائدة الشهر المقبل، بينما رأى آخرون أن هناك متسعًا من الوقت لاتخاذ القرار.
أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي قادت الارتفاعات الأخيرة، واصلت دعمها للأسواق يوم الخميس.
فقد ارتفع سهم "إنفيديا" بنسبة 0.5% ليغلق عند مستوى قياسي جديد، بعد أن صعد بأكثر من 4% في اليوم السابق، مستعيدًا مكانته كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
وارتفعت أسهم شركات "برودكوم" و"أمازون" و"ألفابت" و"ميتا" بنحو 2%، بينما صعد سهم "مايكروسوفت" بنسبة 1% ليسجل أيضًا أعلى مستوى له على الإطلاق. في المقابل، تراجعت أسهم "أبل" و"تسلا" بشكل طفيف.
ومن بين أبرز التحركات في قطاع التكنولوجيا، قفز سهم شركة "مارفيل تكنولوجي" بنسبة 5.5%، بينما ارتفع سهم "بالانتير"، المتخصصة في برمجيات التحليل بالذكاء الاصطناعي، بنسبة 1% ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا.
أما سهم "ميكرون"، فقد أنهى الجلسة منخفضًا بنسبة 1% رغم تسجيل الشركة أرباحًا فصلية قوية فاقت التوقعات، مدفوعة بارتفاع الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
كما ارتفع سهم "نايكي" بنحو 3% مع ترقب الأسواق لإعلان نتائج الشركة المالية بعد إغلاق جلسة التداول.
وفي سوق العملات المشفرة، استقر سعر البيتكوين مؤخرًا عند 107,000 دولار، بعد أن كان قد تجاوز 108,000 دولار صباحًا.
وكان قد هبط دون 99,000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لكنه تعافى مع تحسن شهية المخاطرة وهدوء الأوضاع الجيوسياسية.
في أسواق الطاقة، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.5% لتصل إلى 65.20 دولار للبرميل.
وكان الخام قد تجاوز مستوى 77 دولارًا في بداية الأسبوع على خلفية مخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الصراع، لكنه تراجع لاحقًا مع انحسار تلك المخاوف، ثم عاود الارتفاع في اليومين الماضيين.
أما أسعار الذهب، فقد ظلت مستقرة نسبيًا عند 3340 دولارًا للأوقية في تداولات بعد الظهر، وذلك بعد أن لامست 3415 دولارًا في وقت سابق من الأسبوع، حيث لجأ بعض المستثمرين إلى المعدن كملاذ آمن مع تصاعد التوترات.
وتراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.25% بعد أن أغلق عند 4.29% في اليوم السابق، مما يشير إلى انخفاض تكاليف الاقتراض.
كما هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.4% إلى 97.33، مسجلًا أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الجمعة
تتجه الأسواق المالية العالمية اليوم الجمعة نحو أداء إيجابي، مدفوعة بتراجع التوترات الجيوسياسية وتزايد التفاؤل بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
افتتحت الأسواق الآسيوية والأوروبية على ارتفاع، ومن المتوقع أن تحذو الأسواق الأميركية حذوها مع صعود في أسهم التكنولوجيا والقطاعات الدفاعية.
في المقابل، يشهد الدولار تراجعًا إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، بينما تظل أسعار الذهب والنفط عرضة للتقلبات بحسب مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وترجّح التوقعات استمرار الزخم الإيجابي للأسواق مع بقاء الحذر من أية تطورات مفاجئة قد تؤثر على اتجاهات المستثمرين.