شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الجمعة الماضية تقلبات كبيرة في ظل تباين أداء المؤشرات الرئيسية على مختلف الأصعدة.
حيث تفاعل المستثمرون مع البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أظهرت قوة سوق العمل، مما يعزز التوقعات بأن الفيدرالي قد يواصل نهج السياسة النقدية المتشددة لفترة أطول.
وفي الوقت ذاته، كانت الأسواق الأخرى مثل البيتكوين، الذهب والنفط في حالة من التذبذب، مع ترقب المستثمرين لتأثيرات هذا التوجه على الأصول المختلفة.
وفي هذا المقال سوف نقوم بشرح أداء أسواق الأسهم والسندات والعملات الرقمية، بالإضافة إلى التحركات في أسواق النفط والذهب، مع التركيز على التوقعات القريبة للأسبوع الجاري.
سجلت الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة يوم الجمعة، حيث تباين أداء المؤشرات الأمريكية والعالمية.
حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة طفيفة مدعومًا بقطاعات الطاقة والصناعة، في حين تعرض مؤشرا S&P 500 وناسداك لضغوط بيعية نتيجة مخاوف المستثمرين من احتمال تأخر خفض أسعار الفائدة.
كما عززت البيانات الاقتصادية الأمريكية، وخاصة الوظائف القوية التوقعات بأن الفيدرالي قد يُبقي على سياسته النقدية المتشددة لفترة أطول من المتوقع.
وفي أوروبا، فقد قلصت الأسهم الأوروبية خسائرها عند إغلاق تعاملات الجمعة، لكنها تراجعت للأسبوع الثالث على التوالي، عقب تصعيد الصين ردها الانتقامي على السياسات الحمائية الأمريكية.
انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.1% إلى 486.8 نقطة عند الإغلاق، بعدما تراجع 1.5% في وقت سابق.
وارتفع مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 0.65% إلى 7964 نقطة، وهبط "داكس" الألماني 0.9% إلى 20374 نقطة، في حين تراجع "كاك" الفرنسي 0.3% إلى 7104 نقاط.
يتوقع أن تظل الأسهم العالمية متقلبة، بسبب ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي قد تؤثر على قرارات الفيدرالي بخصوص الفائدة.
وقد تكون القطاعات الدفاعية أكثر استقرارًا من قطاعات التكنولوجيا التي تتأثر بسرعة بأسعار الفائدة.
كيف كان أداء سوق السندات الأمريكية وما هي توقعات اليوم؟
سجلت عوائد السندات الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.79%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عام.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل إعادة تسعير الأسواق لاحتمالات استمرار التضخم وغياب إشارات واضحة من الفيدرالي حول مواعيد خفض الفائدة.
من المرجح أن تبقى عوائد السندات الأمريكية مرتفعة، خاصة إذا ظلت البيانات الاقتصادية قوية. هذا يجعلها منافسًا قويًا للاستثمار في الأسهم أو الذهب، ويضغط على الأصول الأخرى.
أداء البيتكوين خلال تعاملات الجمعة الماضية
تراجعت عملة البيتكوين بشكل ملحوظ خلال تعاملات الجمعة، وفقدت نحو 3.7% من قيمتها لتستقر بالقرب من 97,000 دولار.
هذا التراجع جاء نتيجة عمليات جني أرباح بعد موجة ارتفاعات قوية في الأسابيع الماضية.
ورغم الهبوط، لا تزال بيتكوين محتفظة بزخمها الصاعد على المدى المتوسط، خاصة مع تزايد تبني المؤسسات المالية الكبرى للعملات الرقمية.
البيتكوين قد يستمر في التحرك بين 95,000 و100,000 دولار. بعض المستثمرين يجنون الأرباح الآن، لكن ما زال هناك اهتمام بالعملات الرقمية على المدى الطويل.
كيف كان أداء كل من الذهب والنفط خلال تعاملات يوم الجمعة؟
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة، مدفوعة بالعقوبات الغربية الجديدة على قطاع الطاقة الروسي، ما زاد من القلق بشأن المعروض العالمي.
حيث ارتفع خام برنت إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل، بينما تجاوز خام غرب تكساس 77 دولارًا.
رغم محاولاته الاستقرار، تراجع الذهب ليستقر تحت مستوى 2,600 دولار للأوقية.
جاء هذا التراجع بالتوازي مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، التي قللت من جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط.
الذهب قد يشهد بعض التراجع بسبب ارتفاع عوائد السندات، لكن يظل ملاذًا آمنًا في حال زادت التوترات السياسية أو ظهرت مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد.
قد تبقى أسعار النفط مرتفعة نسبيًا، خاصة مع استمرار العقوبات على روسيا وتوترات في مناطق منتجة للنفط.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الاثنين
يتوقع أن يحافظ الدولار الأمريكي على قوته بارتفاع يتراوح بين 0.4% إلى 0.7% مدعومًا بعوائد السندات القوية، بينما قد يتراجع اليورو بنسبة 0.3% إلى 0.5% بسبب ضعف البيانات الاقتصادية.
أما الجنيه الإسترليني مرشح لانخفاض طفيف بنسبة 0.2% إلى 0.4% وسط حذر بنك إنجلترا، في حين يُتوقع أن يضعف الين الياباني بشكل أكبر بنسبة 0.6% إلى 0.9% بفعل السياسة التيسيرية.
وفي المقابل قد يرتفع الدولار الكندي بنسبة 0.2% إلى 0.4% بدعم من أسعار النفط، بينما تبقى العملة الأسترالية والنيوزيلندية في نطاق متذبذب إلى هابط بفعل التباطؤ الاقتصادي العالمي.