أنهت الأسواق الأميركية جلسة الجمعة على ارتفاع جماعي، في ختام أسبوع اتّسم بالتقلبات الحادة، حيث طغى التفاؤل الحذر على المخاوف المتعلقة بسلامة القطاع المصرفي.
فقد ارتفع كل من مؤشر داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب بنسبة 0.5%، بينما سجل مؤشر ناسداك مكاسب أسبوعية بنحو 2.1%، وحقق ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بـ1.7%، في حين أضاف مؤشر داو جونز نحو 1.6% خلال الأسبوع.
وشهدت أسهم البنوك الإقليمية ضغوطاً كبيرة، إذ تراجع صندوق SPDR S&P Regional Bank ETF بنسبة 6% بعد إعلان بنك زيونز عن خسائر بقيمة 50 مليون دولار لتغطية قروض لمقترضين يواجهون دعاوى قانونية.
كما تراجعت أسهم بنك Western Alliance بنسبة 11% بعد الكشف عن رفعه دعوى قضائية ضد أحد المقترضين.
ومع ذلك، استعادت هذه الأسهم بعض خسائرها لاحقاً، حيث ارتفع سهم زيونز بنسبة 5.8%، وسهم Western Alliance بنسبة 3.1%.
في سوق السندات، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى له منذ أبريل عند 3.93% خلال التداولات، قبل أن يعاود الصعود ويغلق عند 4.01%.
وفي خضم هذه الأجواء المضطربة، واصل الذهب أداءه القوي كملاذ آمن، حيث لامس مستوى قياسيًا بلغ 4,392 دولاراً للأونصة، قبل أن يتراجع بنسبة 1.6% إلى 4,235 دولاراً عند الإغلاق.
وفي العملات المشفرة، استقر سعر البيتكوين عند حوالي 106,400 دولار، متراجعًا من ذروة سجلها ليلاً عند 109,200 دولار.
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى 98.42، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 57.50 دولاراً للبرميل.
تأثرت أسهم شركات الأدوية أيضاً بتصريحات سياسية، حيث تراجعت أسهم شركة نوفو نورديسك الدنماركية بنسبة 3% بعد أن صرح الرئيس ترامب أن سعر دواء “أوزمبيك” المستخدم في علاج السمنة "سيكون أقل بكثير قريباً".
وتراجعت كذلك أسهم شركة إيلي ليلي الأميركية، المنافسة التي تنتج أدوية “مونجارو” و“زيبباوند”، بنسبة قاربت 2%.
أما شركة أوراكل، فقد خسرت نحو 7% من قيمتها السوقية رغم تقديمها توقعات إيجابية على المدى الطويل للإيرادات والأرباح، إذ خيّبت آمال المستثمرين بعدم الكشف عن تفاصيل جديدة حول خططها في الإنفاق الرأسمالي.
في الأسواق الآسيوية، ارتفعت الأسهم اليابانية بشكل ملحوظ مدعومة بإعلان تحالف سياسي جديد يدعم الحكومة، فيما ارتفعت أسواق الصين بعد بيانات نمو فاقت التوقعات.
لكن بقية الأسواق في آسيا المحيط الهادئ تأثرت سلباً بتوترات القطاع المصرفي الأميركي، مما أدى إلى تراجع المؤشر الإقليمي بنحو 0.9%.
أما الأسواق الأوروبية، فقد اختتمت تعاملات الأسبوع بخسائر واضحة، حيث هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 1.5%، وسط قلق المستثمرين من تبعات الأزمة المصرفية الأميركية، إضافة إلى تزايد التوترات السياسية بعد أن لمح ترامب إلى احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على المنتجات الصينية، وهو ما أثار قلق الأسواق العالمية.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنسبة لتوقعات جلسة اليوم، فإن حالة الترقب لا تزال تسيطر على المتعاملين، مع انتظار المزيد من الإشارات حول تطورات الموقف الأميركي تجاه الصين، وتداعيات أزمة البنوك الإقليمية.
وفي حال لم تظهر مستجدات سلبية، قد تشهد الأسواق حالة من الارتداد التصحيحي خاصة في أسهم التكنولوجيا والطاقة. كما من المرجح أن يراقب المستثمرون تحركات الذهب والدولار عن كثب، وسط استمرار إغلاق الحكومة الأميركية لليوم السابع عشر.