أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن مؤسسة S&P Global صباح الثلاثاء، أن نشاط القطاع التصنيعي في ألمانيا واصل التراجع خلال سبتمبر الجاري، مسجلاً أداءً أضعف من توقعات الأسواق. فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى مستوى 48.5 نقطة، مقارنة بتوقعات أشارت إلى تسجيل 50 نقطة، بينما كانت القراءة السابقة لشهر أغسطس قد بلغت 49.9 نقطة، وتمت مراجعتها لاحقًا إلى 48.8 نقطة. وتشير هذه القراءة دون مستوى 50 نقطة إلى دخول القطاع في حالة انكماش واضحة، ما يعكس استمرار الضغوط على الصناعة الألمانية التي تعد العمود الفقري لاقتصاد منطقة اليورو.ويعتمد هذا المؤشر بشكل رئيسي على مسح لآراء نحو ألف شركة في قطاعات التصنيع والخدمات بألمانيا، حيث يتم جمع ما يقارب 85% من الردود قبل صدور القراءة الأولية. وتعد أي قراءة أعلى من 50 نقطة دلالة على النمو، بينما تعكس القراءات الأدنى من ذلك الانكماش.في المقابل، جاءت بيانات القطاع الخدمي الألماني أفضل من المتوقع، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 52.5 نقطة خلال سبتمبر، متجاوزًا التقديرات التي رجحت تسجيله 49.5 نقطة فقط. وتعد هذه النتيجة إيجابية مقارنة بشهر أغسطس الذي سجل فيه المؤشر 50.1 نقطة قبل مراجعته نزولًا إلى 49.3 نقطة. وتدل القراءة فوق مستوى 50 على عودة القطاع الخدمي إلى مسار النمو، وهو ما يعكس تحسنًا في الطلب المحلي ونشاط الشركات العاملة في هذا المجال.ويتم قياس هذا المؤشر عبر استطلاع لمديري المشتريات في ما يقارب 500 شركة خدمية، حيث يتتبع مجموعة من المتغيرات الأساسية مثل المبيعات، مستويات التوظيف، حجم المخزونات، إضافة إلى اتجاهات الأسعار. ومن الجدير بالذكر أن هذه التقديرات الأولية مبنية على نحو 85% من إجمالي الردود التي يتم جمعها شهريًا.وبشكل عام، تعكس هذه البيانات حالة من التباين في أكبر اقتصاد أوروبي، حيث يظل القطاع التصنيعي تحت ضغوط متزايدة بفعل ضعف الطلب الخارجي وارتفاع تكاليف الإنتاج، بينما يظهر قطاع الخدمات مرونة أكبر وقدرة على دعم النشاط الاقتصادي.