شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء تحركات ملحوظة على خلفية بيانات اقتصادية مشجعة وتوقعات متباينة بشأن السياسات الاقتصادية المستقبلية. في ظل تقلبات الأسواق، سجلت الأسهم الأمريكية والأوروبية ارتفاعات، بينما شهدت الأسواق الآسيوية أداء متباينًا بسبب المخاوف من تأثير السياسات الاقتصادية العالمية. مع اقتراب نهاية الأسبوع، يتزايد التركيز على العوامل الاقتصادية والتجارية التي قد تحدد مسار الأسواق خلال الأيام القادمة، مثل التضخم، أسعار الفائدة، وأداء العملات الرقمية.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز التوقعات لأسواق الأسهم، السندات، العملات، والسلع لهذا اليوم الخميس.
ارتفعت الأسهم يوم الأربعاء بعد صدور تقرير تضخم مشجع، مما ساعد السوق على التعافي من يومين من التراجعات الحادة المدفوعة بالشكوك حول صحة الاقتصاد. سجل كل من مؤشر S&P 500 وناسداك المركب ذو الوزن التكنولوجي زيادة بنسبة 0.5% و1.2% على التوالي، بينما أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 0.2% بعد تراجع في الجلسة الأخيرة. كانت الأسهم الأمريكية قد شهدت انخفاضات حادة في اليومين السابقين، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية أسوأ أداء أسبوعي لها هذا العام بعد أن زادت المخاوف بشأن تأثير السياسات القادمة من إدارة ترامب، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بالإضافة إلى القلق من احتمال اتجاه الاقتصاد نحو الركود.
رغم المكاسب التي حققتها الأسهم اليوم، لا تزال جميع المؤشرات الرئيسية تحت مستويات ما قبل الانتخابات، حيث تلاشى التفاؤل الذي أعقب انتخاب ترامب في نوفمبر الماضي، والذي دفع الأسهم إلى مستويات قياسية. ويظل مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 8.9% عن أعلى مستوى إغلاق سجله قبل ثلاثة أسابيع، بينما مؤشر ناسداك المركب أقل بنسبة 12.5% عن أعلى مستوى تاريخي له في ديسمبر.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الذي صدر صباح اليوم أن التضخم السنوي تراجع إلى 2.8% في فبراير، مقارنة بـ3% في الشهر السابق، وهو أقل قليلًا من توقعات الاقتصاديين. وقد أدى تراجع الزيادة في الأسعار إلى رفع الآمال بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون في وضع يمكنه من خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، إلا أن التراجع لم يكن كافيًا لإثارة القلق بشأن تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي.
وكانت أسهم التكنولوجيا، التي تعرضت لأكبر الخسائر خلال عمليات البيع الأخيرة، هي الأبرز في تحقيق المكاسب يوم الأربعاء. قفزت أسهم شركة تسلا (TSLA) بنسبة 7.6%، بعد أن فقدت حوالي نصف قيمتها السوقية منذ أن سجلت أعلى مستوى لها في منتصف ديسمبر. كما ارتفعت أسهم شركات أشباه الموصلات مثل "نفيديا" (NVDA) و"برودكوم" (AVGO) بنسبة 6.4% و2.2% على التوالي. كما سجلت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "مايكروسوفت" (MSFT) و"أمازون" (AMZN) و"ألفابت" (GOOG) و"ميتا" (META) ارتفاعات ملحوظة. في المقابل، تراجعت أسهم "آبل" (AAPL) بنسبة 1.8%، مما زاد من الضغط على مؤشر داو جونز.
وفي أوروبا، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية خلال تعاملات الأربعاء، بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي عن رسوم جمركية انتقامية على مجموعة كبيرة من الواردات الأمريكية، مع تفاؤل المستثمرين تجاه احتمالات انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وعند إغلاق التداولات، صعد "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.8% عند 541.25 نقطة، ليرتفع المؤشر الأوروبي لأول مرة خلال 5 جلسات.
بينما شهدت الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء أداءً متباينًا، حيث ارتفع مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 1.2% بفضل مكاسب في قطاع التكنولوجيا. في المقابل، تراجعت أسواق اليابان وكوريا الجنوبية، حيث انخفض مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.8% ومؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 0.5%. تعكس هذه التحركات استمرار حالة عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي، مما أثّر على معنويات المستثمرين في المنطقة.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الخميس
من المتوقع أن يشهد أداء الأسهم العالمية تحسنًا اليوم الخميس، بدعم من توقعات استمرار ارتفاع الأسواق في 2025. تشير التوقعات إلى أن مؤشر S&P 500 قد يشهد نموًا بنسبة 13%، مع زيادة أرباح الشركات بنحو 13%. كما يتوقع محللو "سيتي جروب" و"غولدمان ساكس" استمرار نمو الأسهم العالمية بفضل انخفاض أسعار الفائدة وتراجع التضخم، مع تحسن أداء الأسواق الأمريكية والأسواق الناشئة. ورغم هذه التوقعات الإيجابية، يجب على المستثمرين توخي الحذر من التحديات المحتملة مثل تباين التقييمات بين القطاعات المختلفة.
كيف كان أداء السندات الأمريكية يوم أمس وما هي توقعات اليوم الخميس؟
شهد عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات ارتفاعًا طفيفًا في نهاية تداولات أمس الأربعاء، حيث بلغ 4.32% مقارنة بإغلاق الأمس عند 4.29%. وكان هذا العائد قد انخفض في الأسابيع الماضية نتيجة لتزايد المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي، حيث وصل في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أقل من 4.20%. ويؤثر هذا العائد بشكل مباشر على تكاليف الاقتراض بأنواعه المختلفة، بما في ذلك الرهون العقارية.
من المتوقع أن تشهد عوائد سندات الخزانة الأمريكية تقلبات اليوم الخميس، وسط توقعات بأن تستمر في التأثر بسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية. تشير التوقعات إلى أن عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قد تتجاوز 5% في عام 2025، نتيجة للسياسات النقدية المشددة والتقلبات الاقتصادية العالمية. في حين يتوقع بعض المحللين أن تظل العوائد مرتفعة لفترة طويلة، مع استقرار العائد القياسي بين 3.75% و4%. سيؤثر تقرير التضخم القادم على حركة السوق وتوجهات العوائد في الأيام المقبلة.
أداء البيتكوين يوم الأربعاء وتوقعات الأسواق لليوم
كان سعر بيتكوين قد وصل مؤخرًا إلى 83,600 دولار، مرتفعًا من أدنى مستوى له خلال الليل والذي بلغ 80,600 دولار. وكان قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر يوم الثلاثاء، حيث وصل إلى حوالي 76,600 دولار.
من المتوقع أن يشهد سعر البيتكوين اليوم الخميس تقلبات حول المستوى الحالي البالغ 83,600 دولار، مع احتمالية حدوث تغييرات طفيفة. يتأثر سوق العملات الرقمية بعدة عوامل مثل الأخبار الاقتصادية والتطورات التقنية والتشريعات الحكومية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بحركة الأسعار على المدى القصير.
كيف كان أداء كل من النفط والنفط خلال تعاملات الأمس؟
ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.8% لتسجل 2,945 دولارًا للأوقية، في حين صعدت عقود النفط الخام الأمريكي "ويست تكساس" بنسبة 2.2% لتصل إلى 67.70 دولارًا للبرميل.
توقعات الأسواق لأداء كل من الذهب والنفط اليوم الخميس
من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب استقرارًا أو ارتفاعًا طفيفًا اليوم الخميس، مدعومةً بالطلب المستمر مع اقتراب عطلة عيد الفطر، في حين قد تواجه أسعار النفط بعض الضغوط بسبب زيادة العرض المتوقع في 2025، مما قد يؤدي إلى تراجع أسعار خام برنت. تشهد الأسواق العالمية تذبذبًا في الأسعار نتيجة للتغيرات الاقتصادية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بحركتها بدقة على المدى القصير.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الخميس
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم الخميس تحركات قوية، مع استمرار قوة الدولار الأمريكي بفضل السياسات الاقتصادية المتوقعة، مما قد يؤدي إلى مكاسب إضافية بنسبة 0.5-1%. يُتوقع أيضًا أن يشهد زوج اليورو/دولار اختبارًا لمستوى مقاومة رئيسي عند 1.0500، ما قد يؤثر على اتجاهه بنسبة 0.2-0.5%. كما سيؤثر تأثير الانتخابات الأمريكية والسياسات الاقتصادية الجديدة على حركة العملات، مع احتمالية تذبذب زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة 0.3-0.7%، بناءً على التطورات السياسية والاقتصادية.