أنهت الأسواق الأمريكية الأسبوع الماضي على نغمة تفاؤلية، مع تسجيل مؤشرات الأسهم الرئيسية مكاسب أسبوعية قوية بفضل انتعاش أسهم التكنولوجيا وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة.
ورغم الأداء المتباين في تداولات الخميس الماضي، تمكنت المؤشرات من الإغلاق عند أعلى مستوياتها الأسبوعية تقريبًا.
ومع بداية تداولات هذا الأسبوع، تترقب الأسواق العالمية تحركات جديدة وسط تباين في الأداء.
إذ تُظهر المؤشرات الآسيوية والأوروبية إشارات على الضغوط الاقتصادية، بينما تستمر حالة الترقب في أسواق السلع والعملات، مما ينذر بجلسة تداول يغلب عليها الحذر والتقلبات.
أداء الأسهم العالمية يوم الجمعة الماضية
أنهت الأسهم الأمريكية تداولات يوم الجمعة الماضية على ارتفاع قوي، مما دفع المؤشرات الرئيسية لتحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة للأسبوع الثالث خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
فقد ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.8%، بينما صعد "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.7%، وحقق "ناسداك المركب" مكاسب بنسبة 0.5%.
وقد أغلقت جميع المؤشرات الثلاثة بالقرب من أعلى مستوياتها خلال الجلسة، ما يعكس حالة من التفاؤل في الأسواق.
وجاء هذا الأداء الإيجابي في أعقاب تداولات متباينة يوم الخميس، حيث سجل مؤشر S\&P 500 ارتفاعه الرابع على التوالي، في حين تراجع مؤشر ناسداك قليلاً بعد سلسلة مكاسب استمرت ست جلسات.
وخلال الأسبوع الماضي، كان مؤشر ناسداك هو الأبرز، حيث قفز بنسبة 7.2% بفضل انتعاش شهية المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا وعودة الرغبة في المخاطرة.
كما سجل مؤشر S&P 500 مكاسب بنسبة 5.3%، وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 3.4%. وتعد هذه أفضل مكاسب أسبوعية للمؤشرات منذ الأسبوع المنتهي في 7 أبريل، حين قفزت الأسواق إثر قرار الرئيس دونالد ترامب تعليق فرض الرسوم الانتقامية على بعض الشركاء التجاريين، بعد موجة من التراجعات.
كما قاد سهم "يونايتد هيلث غروب" (UNH) ارتفاع مؤشر S\&P 500 يوم الجمعة، مرتفعًا بأكثر من 6% بعد هبوط حاد بنسبة 11% في اليوم السابق، على خلفية تقارير أفادت بفتح وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا جنائيًا بشأن ممارسات الشركة المتعلقة بخدمات "ميديكير".
وفي قطاع التكنولوجيا، جاءت التحركات متباينة. فقد ارتفع سهم "تسلا" بنسبة 2%، ليُكمل أسبوعًا قويًا بلغ فيه إجمالي مكاسبه 17%.
كما تقدمت أسهم "ألفابت" المالكة لجوجل بنسبة 1% تقريبًا، فيما سجلت أسهم "مايكروسوفت"، و"نفيديا"، و"أمازون" ارتفاعات طفيفة.
وفي المقابل، تراجع سهم "برودكوم" بنسبة 2% تقريبًا، كما هبطت أسهم "أبل" و"ميتا بلاتفورمز" بشكل طفيف.
ومن بين أبرز التحركات في قطاع التكنولوجيا، قفز سهم "سوبر مايكرو كومبيوتر" بنسبة 5% في تداولات الجمعة، ليصل إجمالي مكاسبه الأسبوعية إلى 44%.
كما صعد سهم "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) بنسبة تقترب من 2%، بعد إعلان الشركة عن صفقات جديدة وبرنامج موسّع لإعادة شراء الأسهم.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت أسهم "أبلايد ماتيريالز" بأكثر من 5%، لتكون من بين أكبر الخاسرين في مؤشر S&P 500، بعد أن جاءت إيراداتها الفصلية دون توقعات وول ستريت، نتيجة ضعف المبيعات في الصين.
وسجلت أسهم شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية انخفاضًا بنحو 3%، بعد الإعلان المفاجئ عن تنحي الرئيس التنفيذي للشركة، المعروفة بإنتاج أدوية خسارة الوزن مثل Ozempic وWegovy.
كيف كان أداء سوق السندات الأمريكية في ختام تعاملات الأسبوع الماضي؟
وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.45%، مقارنةً بأدنى مستوى له خلال تعاملات الجمعة الماضية عند 4.39%، وذلك بعد أن أعلنت وكالة "موديز" عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة عقب إغلاق الأسواق.
على صعيد العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 100.98، وهو المؤشر الذي يقيس أداء الدولار أمام سلة من العملات الأجنبية.
تعرف على أداء الذهب والنفط خلال تعاملات الجمعة
أما أسعار الذهب، فقد تراجعت يوم الجمعة بنسبة 0.7% لتصل إلى 3,205 دولارات للأونصة، لتتخلى بذلك عن معظم مكاسب يوم الخميس.
كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط المعيار الأمريكي لأسعار النفط بنسبة 1.4% لتصل إلى 62.50 دولارًا للبرميل.
أداء البيتكوين خلال تعاملات الجمعة الماضية
وبالنسبة للعملات الرقمية، تداولت "بيتكوين" عند 103,600 دولار في وقت متأخر من الجمعة.
ويأتي ذلك بعد أن كانت قد لامست مستوى 102,700 دولار في وقت سابق من نفس اليوم، مواصلة تداولها فوق مستوى 100,000 دولار، الذي تجاوزته مجددًا الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ فبراير.
ما هي توقعات الأسواق لأداء أسواق المال العالمية خلال تعاملات اليوم الاثنين؟
تشهد الأسواق العالمية اليوم الاثنين، أداءً متباينًا حيث من المتوقع ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل طفيف، بينما قد تسجل الأسواق الأوروبية تراجعًا حادًا بسبب المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
أما الأسواق الآسيوية فمن المتوقع أن تكون متفاوتة الأداء، مع انخفاض في طوكيو وهونغ كونغ وارتفاع طفيف في شنغهاي.
وفي أسواق السلع، من المتوقع تراجع أسعار الذهب بشكل ملحوظ متأثرة بقوة الدولار، كما قد تتراجع أسعار خام النفط.
ويتوقع استمرار تقلبات السوق نتيجة البيانات الاقتصادية المرتقبة والتوترات الجيوسياسية.