أنهت الأسهم الأمريكية تداولات يوم الثلاثاء على تباين، حيث طغت التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين على النتائج الفصلية القوية التي أعلنتها عدة بنوك كبرى.
حيث تراجع مؤشر ناسداك بنحو 0.8%، فيما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2% بعد أن تحول إلى المنطقة السلبية في النصف ساعة الأخيرة من الجلسة، متأثرًا بمنشور جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة Truth Social يتهم فيه الصين بالتصرف بعدائية اقتصادية.
في المقابل، ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.4% مدعومًا بارتفاع أسهم شركات كبرى مثل وولمارت وكاتربيلر.
وكانت الأسواق قد سجلت مكاسب قوية يوم الاثنين، إذ ارتفعت مؤشرات ناسداك وS&P 500 وداو جونز بنسبة 2.2% و1.6% و1.3% على التوالي بعد منشور سابق لترامب قال فيه "لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام".
لكن هذه الأجواء الإيجابية لم تدم طويلاً، إذ عادت التوترات من جديد يوم الثلاثاء عندما أعلنت الصين فرض عقوبات على شركات أمريكية تابعة لمجموعة هانواه أوشن الكورية الجنوبية، وبدأ البلدان في فرض رسوم جديدة على السفن المتبادلة في موانئ كل منهما.
ترامب صعّد لهجته قبل إغلاق السوق بوقت قصير، متهماً الصين بتعمد عدم شراء فول الصويا من الولايات المتحدة والتسبب بخسائر للمزارعين الأمريكيين، مشيراً إلى أن بلاده قد تنهي بعض التعاملات التجارية المرتبطة بزيت الطهي وغيره كإجراء انتقامي.
هذه التصريحات أدت إلى حالة من عدم اليقين وأثرت سلبًا على أداء الأسواق في اللحظات الأخيرة.
من جهة أخرى، ألقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا في مؤتمر اقتصادي في فيلادلفيا، أشار فيه إلى أن بيانات سوق العمل الأمريكية تُظهر تراجعاً، مما قد يدفع البنك المركزي نحو خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة لدعم الاقتصاد.
في أسواق السلع، ارتفع الذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 4155 دولارًا للأونصة، بعد أن لامس مستوى قياسيًا بلغ 4190 دولارًا خلال الجلسة.
أما النفط فقد تراجع بنسبة 1.7% ليستقر عند 58.45 دولارًا للبرميل.
واستقرت عملة بيتكوين قرب 112,800 دولار بعد أن كانت قريبة من 116,000 دولار يوم الاثنين.
كما تراجع عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.02%، بينما هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى مستوى 99.03.
على صعيد الشركات، تجاوزت بنوك كبرى مثل JPMorgan وCitigroup وGoldman Sachs وWells Fargo توقعات المحللين للربع الثالث من العام. رغم ذلك، انخفض سهم JPMorgan بنسبة 1.9% بعد تحذير المدير التنفيذي جيمي ديمون من مخاطر الجغرافيا السياسية والتضخم.
في المقابل، ارتفعت أسهم Wells Fargo بنسبة 7.2%، بينما ارتفعت أسهم Citigroup بنسبة 3.9% وانخفضت أسهم Goldman Sachs بنسبة 2%.
وساهمت أسهم Walmart وCaterpillar في دعم داو جونز، حيث ارتفعت بنحو 5% و4.5% على التوالي.
في قطاع المعادن النادرة، واصل سهم Critical Metals ارتفاعه الكبير، حيث قفز بنسبة 29% بعد إعلان الصين عن تشديد صادراتها من المعادن النادرة.
كما ارتفع سهم MP Materials بنسبة 3.8% بعد تراجعه في بداية الجلسة. أما سهم Broadcom فقد انخفض بنسبة 3.5% بعد ارتفاع كبير بنسبة 9.9% في الجلسة السابقة إثر إعلان شراكة مع OpenAI في مجال تسريع الذكاء الاصطناعي.
وتراجعت أسهم كل من Intel وNvidia بنسبتي 4.3% و4.4% على التوالي، وكانت Nvidia من أبرز الأسهم المتراجعة في مؤشر داو.
في أوروبا، عانت الأسواق من ضغوط بسبب تزايد القلق من ركود اقتصادي وارتفاع التكاليف المالية. وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن النمو الأوروبي سيستمر لكن بثمن مالي مرتفع، محذرًا من احتمال حدوث تصحيح غير منظم في الأسواق نتيجة المخاطر الجيوسياسية والمالية.
في بريطانيا، تتزايد الضغوط على الحكومة لخفض الإنفاق، بينما تكافح فرنسا لاحتواء عجز الميزانية.
أما الأسواق الآسيوية فقد شهدت تقلبًا في الأداء. أغلق مؤشر نيكي في طوكيو مرتفعًا بنسبة 1.3% بعد تراجعات حادة يوم الاثنين، فيما صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.2%، وارتفع مؤشر كوسبي الكوري بنسبة 1.9%.
في الصين، سجل مؤشر شنغهاي المركب مكاسب طفيفة بلغت 0.1%. هذا الارتفاع جاء بعد إشارات من الفيدرالي الأمريكي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة، ما دعم التفاؤل في الأسواق الناشئة.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنظر إلى توقعات اليوم، يُتوقع أن تواصل الأسواق تذبذبها في ظل استمرار التوترات التجارية وتصريحات ترامب غير المتوقعة.
كما أن تركيز المستثمرين سيتجه إلى بيانات التضخم والوظائف الأمريكية، والتي ستؤثر على توجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
الذهب قد يشهد ارتفاعات إضافية كملاذ آمن، في حين ستبقى أسهم التكنولوجيا والصناعة معرضة للضغط. الأسواق الأوروبية والآسيوية قد تستفيد من تهدئة مؤقتة في التصريحات السياسية، لكنها ستظل تحت المراقبة في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة.