شهدت أسواق المال العالمية يوماً حافلاً بالتقلبات، حيث تراجعت المؤشرات الأميركية الرئيسية مع عودة المخاوف بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تواصل إغلاق الحكومة الأميركية للأسبوع الرابع على التوالي، ما زاد من حالة عدم اليقين في أوساط المستثمرين.
في وول ستريت، أنهى مؤشر ناسداك جلسة الأربعاء منخفضاً بنسبة 0.9%، وتراجع داو جونز الصناعي بنحو 0.7%، بينما خسر ستاندرد آند بورز 500 قرابة 0.5%.
وجاء هذا التراجع بعد تقرير أشار إلى أن البيت الأبيض يدرس فرض قيود جديدة على الصادرات الأميركية إلى الصين، خصوصاً تلك التي تعتمد على برامج أميركية.
أسواق السلع بدورها شهدت تحركات متناقضة، إذ استعاد الذهب بعضاً من خسائره الكبيرة التي مني بها في الجلسة السابقة، مرتفعاً بنحو 0.3% ليغلق عند 4,120 دولاراً للأونصة، بعد أن تكبد أكبر خسارة يومية له منذ أكثر من عقد.
أما النفط، فقد واصل مكاسبه ليصل سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 59.50 دولاراً للبرميل بارتفاع يقارب 3%، في حين بقي مؤشر الدولار الأميركي شبه مستقر عند 98.93.
كما تراجع العائد على السندات الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 3.95%، بينما هبطت البيتكوين إلى نحو 107,900 دولار بعد أن كانت تقترب من 112,000 دولار في وقت سابق من اليوم.
على صعيد الشركات، خيّبت أرباح بعض الشركات الكبرى آمال المستثمرين. إذ انخفض سهم نتفليكس 10% بعد إعلان نتائج أقل من التوقعات، بينما قفز سهم شركة إنتويتف سيرجيكال بنسبة 14% عقب إعلان نتائج قوية ونمو في استخدام نظامها الجراحي «دافنشي».
أسهم تسلا أغلقت منخفضة بشكل طفيف بانتظار نتائج الربع الثالث، في حين ارتفع سهم آي بي إم أكثر من 2%، وواصل سهم ألفابت مكاسبه مع ورود تقارير عن مفاوضات مع شركة أنثروبيك لعقد صفقة ضخمة في مجال الحوسبة السحابية.
أما سهم ميتا، فبقي شبه مستقر رغم تسريح 600 موظف من وحدة الذكاء الاصطناعي.
وفي الأسواق الخارجية، تباين أداء الأسهم الآسيوية، إذ أغلقت بورصتا اليابان وكوريا الجنوبية على ارتفاعات طفيفة مدعومة بمكاسب قطاع التكنولوجيا، بينما تراجعت الأسهم الصينية وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي داخلي وضبابية المفاوضات التجارية مع واشنطن.
أما في أوروبا، فقد مالت المؤشرات إلى التراجع، متأثرة بضعف بيانات التصنيع وتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنسبة لتوقعات اليوم، فمن المرجح أن تستمر حالة الترقب في الأسواق العالمية مع تركيز المستثمرين على نتائج الشركات الأميركية الكبرى وتطورات الملف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
كما يُتوقع أن يحافظ الذهب والسندات على بعض الدعم باعتبارهما ملاذين آمنين، في حين تبقى تحركات العملات والنفط رهينة أي تصريحات أو بيانات اقتصادية جديدة قد تغيّر اتجاهات السوق.