شهدت الأسواق المالية العالمية خلال تعاملات يوم الاثنين موجة من التحركات القوية التي عكست تحسنًا في معنويات المستثمرين، في ظل تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عقب رد محدود من إيران على الضربات الأمريكية.
وقد قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية، بينما انخفضت أسعار النفط بشكل حاد، وسط آمال بتهدئة الأوضاع في المنطقة وعدم تعطل إمدادات الطاقة العالمية.
وتفاعلت الأسواق مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار فيها إلى اتفاق على وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، ما خفف من حدة المخاطر التي كانت تخيم على المستثمرين في بداية الأسبوع.
كما كان لأداء قطاع التكنولوجيا وسوق العملات المشفرة والمعادن تأثير ملحوظ على مجمل مشهد الأسواق، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات السياسة النقدية الأمريكية وتحركات الفيدرالي في ظل الهدوء النسبي السائد.
قفزت الأسهم الأمريكية في تعاملات يوم الاثنين، بينما شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا، وذلك في ظل تنامي الآمال بإمكانية احتواء التصعيد في الشرق الأوسط، عقب رد إيراني محدود على الهجوم الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية داخل البلاد.
فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1%، منهياً سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، في حين سجل كل من مؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك مكاسب بنحو 0.9%، ليغلقوا جميعاً قرب أعلى مستوياتهم خلال الجلسة.
جاء هذا التحسن في شهية المخاطرة بعد أن تبين أن الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت باتجاه قاعدة أمريكية في قطر لم تسفر عن أي أضرار أو إصابات، وتم اعتراضها بالكامل.
كما دعمت الأجواء الإيجابية تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن عن تلقي واشنطن إخطاراً مسبقاً من طهران بشأن الضربات، وأكد لاحقًا أن إيران وإسرائيل قد توصّلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما خفف من مخاوف الأسواق بشأن تصعيد أكبر قد يهدد استقرار المنطقة وإمدادات الطاقة.
في سوق النفط، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، المؤشر المرجعي للنفط الأمريكي، إلى نحو 67.25 دولارًا للبرميل خلال التعاملات المسائية، منخفضة بنسبة 9% عن إغلاق الجمعة.
وقد سجلت الأسعار في وقت سابق من اليوم ارتفاعاً حاداً إلى حوالي 78 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ يناير، قبل أن تتراجع سريعاً مع تلاشي المخاوف من إغلاق فعلي لمضيق هرمز أو تدمير منشآت حيوية.
قطاع التكنولوجيا كان من أبرز الرابحين، إذ قفز سهم شركة تسلا بأكثر من 8% بعد إطلاقها خدمة التاكسي الذاتي بدون سائق في أوستن بولاية تكساس.
كما حققت أسهم شركات كبرى أخرى مثل مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز مكاسب بنحو 2%، في حين ارتفعت أسهم نيفيديا وآبل وبرودكوم أيضًا.
وفي المقابل، تراجعت أسهم ألفابت بنسبة 1%، بينما انخفض سهم أمازون بنسبة 0.6%.
ومن بين التحركات الملفتة في السوق، صعد سهم بنك نورثرن ترست بنسبة 8% عقب تقارير أشارت إلى أن بنك نيويورك ميلون قد اقترب منه بعرض اندماج محتمل.
على الجانب الآخر، تراجعت أسهم شركة Super Micro Computer بنحو 10% بعد إعلانها عن خطة لإصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 2 مليار دولار.
كما هبط سهم شركة الأدوية نوفو نورديسك بنسبة 5.5% بعد إعلان نتائج غير مشجعة لتجاربها الأخيرة على عقار مخصص لإنقاص الوزن.
أسهم قطاع الطاقة كانت ضمن الأكثر تراجعاً، متأثرة بانخفاض أسعار النفط.
فقد تراجعت أسهم شركات مثل APA وDiamondback Energy بنسبة 8% و5% على التوالي، كما انخفضت أسهم Devon Energy وOccidental Petroleum بنحو 4%.
كما شهدت شركات خدمات النفط مثل Halliburton وSchlumberger خسائر بلغت 7% و6% على الترتيب.
كيف كان أداء سوق العملات الرقمية يوم أمس الاثنين؟
في أسواق العملات المشفرة، تعافى سعر البيتكوين إلى مستوى 105,400 دولار، بعد أن هبط مؤقتًا إلى ما دون 99,000 دولار يوم الأحد، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل مايو.
أداء الذهب يوم أمس الاثنين
وبالنسبة للمعادن الثمينة، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتصل إلى 3,385 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست مستوى 3,415 دولارًا في وقت سابق من الجلسة، وسط توجه بعض المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل الضبابية الجيوسياسية.
كيف كان أداء سوق السندات الأمريكية يوم أمس؟
أما في سوق السندات، فقد انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.34%، مقارنة مع 4.38% في ختام الأسبوع الماضي، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أوائل مايو، مما يعكس تزايد الإقبال على أدوات الدين الحكومية.
كما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% إلى 98.38 نقطة، بعد أن كان قد ارتفع صباحًا إلى 99.42 نقطة، في ظل تقلبات ناتجة عن تحركات السوق تجاه الأصول الآمنة.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء؟
تشير توقعات الأسواق المالية اليوم الثلاثاء إلى تحسن نسبي في شهية المخاطرة العالمية، مدفوعة بانخفاض التوترات الجيوسياسية بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وقد تسجل الأسهم الأمريكية والآسيوية مكاسب معتدلة، بينما افتتحت الأسواق الأوروبية على تراجع محدود بفعل ضعف البيانات الاقتصادية.
بينما قد تتراجع أسعار النفط بشكل حاد مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات، فيما قد يحافظ الذهب على مكاسب طفيفة كملاذ آمن.
أما الدولار الأمريكي فقد تراجع أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط توقعات بأن يؤدي الهدوء الجيوسياسي وتباطؤ التضخم إلى تعزيز احتمالات خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.