شهدت الأسواق المالية العالمية حالة من التوازن النسبي خلال تعاملات الأربعاء، حيث استقر أداء الأسهم الأميركية بعد موجة صعود قوية عززها تراجع المخاوف الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل.
وفي ظل غياب محفزات اقتصادية كبيرة، اتسمت تعاملات المستثمرين بالحذر، بينما ظلت مؤشرات الأسهم قرب مستوياتها التاريخية المرتفعة، مع استمرار ترقب الأسواق لمآلات السياسة النقدية الأمريكية ومتابعة دقيقة لشهادات جيروم باول حول مستقبل أسعار الفائدة.
شهدت الأسهم الأمريكية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، بعدما أخذت الأسواق قسطًا من الراحة عقب موجة صعود قوية دفعت المؤشرات الرئيسية نحو مستوياتها القياسية السابقة.
فقد أغلق مؤشر S&P 500 على انخفاض طفيف، فيما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3%.
وجاء هذا الأداء بعد يومين متتاليين من المكاسب القوية، مدفوعة بآمال المستثمرين في تهدئة الأوضاع الجيوسياسية، خاصة مع استمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي أُعلن عنه مساء الإثنين، بعد نحو أسبوعين من القتال.
ورغم التذبذب، لا يزال مؤشر S&P 500 أقل من 1% من أعلى مستوى إغلاق له المسجل في فبراير.
ويقترب ناسداك من أعلى مستوياته التاريخية أيضًا، في حين يظل مؤشر داو جونز بعيدًا بحوالي 5% عن قمته التي سجلها في ديسمبر الماضي.
من جهة أخرى، واصل المستثمرون متابعة شهادة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمام لجنة بمجلس الشيوخ.
وأكد باول أن البنك المركزي الأمريكي لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة، موضحًا أن تأثير الرسوم الجمركية الحالية على التضخم لا يزال غير واضح، وأن الوضع يتطلب بيانات إضافية قبل اتخاذ أي قرارات سياسية.
على صعيد الأسهم، تباين أداء شركات التكنولوجيا الكبرى. فقد قفز سهم نفيديا بنسبة 4% ليصل إلى مستوى قياسي جديد، كما ارتفع سهم ألفابت بنسبة 2%.
بينما سجلت أسهم مايكروسوفت وأبل وبرودكوم مكاسب طفيفة. في المقابل، هبط سهم تسلا بنسبة 4% بعد أن أظهرت البيانات تراجع مبيعاتها في أوروبا للشهر الخامس على التوالي، فيما انخفض سهم أمازون وميتا بشكل محدود.
وفي قطاع التكنولوجيا الأوسع، ارتفع سهم شركة Super Micro Computer المصنعة للخوادم بنسبة تقارب 9%، مواصلًا تعافيه بعد خسائر يوم الإثنين.
كما صعد سهم AMD بنسبة 3.5%، بعد ارتفاعه أمس بنسبة 6%.
أسهم العملات الرقمية شهدت أداءً إيجابيًا أيضًا، حيث ارتفع سهم كوينبيس بنسبة 3% بعد رفع السعر المستهدف له من قبل محللي "برنشتاين"، في حين ارتفع سهم مايكروستراتيجي بنسبة 3%.
وجاء ذلك تزامنًا مع صعود سعر البيتكوين إلى 107,800 دولار، بعد أن انخفض خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى ما دون 99,000 دولار.
أما شركة فيديكس، فقد تراجعت بأكثر من 3% بعد أن خيّبت آمال المستثمرين بتوقعات أرباح ضعيفة وبتعليق توجيهاتها للعام المالي، رغم إعلانها عن نتائج فصلية أفضل من المتوقع.
وفي أسواق الطاقة، استعادت أسعار النفط بعضاً من خسائرها، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.9% ليصل إلى 64.95 دولار للبرميل، بعد يومين من التراجع الحاد.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بداية الأسبوع إلى 77 دولاراً على خلفية مخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الحرب، لكن هذه المخاوف تراجعت.
أما الذهب، فقد ارتفع بنسبة 0.4% ليصل إلى نحو 3445 دولارًا للأوقية، مواصلاً التعافي من تراجعات الجلسة السابقة.
وبقي عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات مستقرًا عند 4.29%، فيما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 97.70، وهو مستوى قريب من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الخميس
تتجه الأسواق المالية العالمية اليوم الخميس إلى أداء متباين يميل إلى الهدوء، في ظل تراجع حدة التوترات الجيوسياسية وغياب محفزات قوية جديدة.
وتشير التوقعات إلى استمرار تداول مؤشرات الأسهم الكبرى قرب مستوياتها المرتفعة، مع بعض التحفظ من المستثمرين بعد موجة المكاسب الأخيرة.
في الوقت ذاته، يواصل الدولار الأمريكي تراجعه الطفيف مقابل العملات الرئيسية، فيما تشهد أسعار النفط والذهب استقرارًا نسبيًا مع ترقب الأسواق لتطورات المشهد الجيوسياسي وموقف الاحتياطي الفيدرالي من السياسة النقدية خلال الأسابيع المقبلة.