شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، بعد أن فشلت تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في بث التفاؤل لدى المستثمرين بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة، في وقت تحوّلت فيه الأنظار إلى نتائج أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة.
أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" جلسة الأربعاء منخفضًا بنسبة 0.1%، وهو التراجع الثاني على التوالي بعد سلسلة من ست جلسات متتالية من الإغلاقات القياسية.
كما تراجع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.4%، في حين تمكّن مؤشر "ناسداك" الثقيل بأسهم التكنولوجيا من تحقيق مكاسب طفيفة بلغت 0.2%.
جاءت هذه التحركات بعد أن أبقى الفيدرالي الأمريكي، كما كان متوقعًا، على أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه الممتد ليومين.
غير أن الأسواق بدأت تفقد زخمها الصعودي بعد بدء باول مؤتمره الصحفي، حيث شدد على أن السياسة النقدية لن تتغير ما لم تظهر بيانات إضافية تعكس تطورات واضحة في التضخم وسوق العمل، لا سيما في ظل استمرار آثار الرسوم الجمركية.
وأشار باول إلى أن النشاط الاقتصادي الأمريكي شهد بعض التباطؤ، بينما ظل سوق العمل قويًا، مع بقاء معدل التضخم "مرتفعًا قليلًا"، بحسب وصفه.
وتأكيدًا على الالتزام بأهداف البنك المركزي، أوضح أن الفيدرالي مستمر في مراقبة المؤشرات الاقتصادية للوصول إلى قرارات مناسبة تدعم الاستقرار المالي والتوظيف الكامل.
من الناحية الاقتصادية، أظهرت البيانات الصادرة صباح الأربعاء أن الاقتصاد الأمريكي سجل نموًا سنويًا بنسبة 3% في الربع الثاني، متجاوزًا توقعات المحللين، في تعافٍ واضح بعد انكماش سابق في الربع الأول، والذي تأثر حينها بعدم اليقين التجاري المرتبط بالرسوم.
ينصب تركيز المستثمرين هذا الأسبوع على موسم الأرباح، إذ يُتوقع صدور نتائج عدة شركات تكنولوجية بارزة، حيث أفصحت شركتا "مايكروسوفت" و"ميتا" عن نتائج قوية بعد إغلاق الجلسة، تبعتها ارتفاعات ملحوظة في تداولات ما بعد الإغلاق، بينما يُنتظر صدور نتائج "آبل" و"أمازون" مساء الخميس.
سجل أداء أسهم الشركات التكنولوجية تباينًا ملحوظًا خلال جلسة الأربعاء؛ حيث تراجعت "آبل" بأكثر من 1%، وتراجعت أسهم "أمازون" و"ميتا" و"تسلا" بشكل طفيف.
بالمقابل، ارتفعت أسهم "نفيديا" و"برودكوم" بنحو 2% لكل منهما، في حين حققت "مايكروسوفت" و"ألفابت" ارتفاعات طفيفة.
أما على صعيد الشركات الأخرى، فقد شهدت أسهم "ستاربكس" تراجعًا طفيفًا بعد مكاسب قوية عند الافتتاح، رغم إعلان الرئيس التنفيذي عن تقدم ملحوظ في خطة التعافي.
كما تراجعت أسهم "فيزا" بعد أن فقدت مكاسبها رغم نتائج فصلية إيجابية، بينما قفزت أسهم "هيومانا" للتأمين الصحي بنسبة 12%، في حين هبطت أسهم "مونديليز" بنسبة 7% و"جي إي هيلث كير" بنسبة 8%.
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.37%، من 4.33% في اليوم السابق، مما يعكس توقعات بارتفاع تكاليف الاقتراض.
كما صعد مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 1.1% إلى 99.95 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ نهاية مايو.
في سوق العملات الرقمية، تراجع سعر "بيتكوين" إلى مستوى 117,300 دولار، بعد أن بلغ ذروته خلال اليوم عند 118,800 دولار.
أما في أسواق السلع، فقد واصلت أسعار النفط صعودها، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 1.6% إلى 70.30 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى في خمسة أسابيع، مدعومة بتراجع المخزونات والتفاؤل بشأن الطلب العالمي.
في المقابل، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 1.6% إلى 3,330 دولارًا للأوقية، متأثرة بقوة الدولار وارتفاع العوائد.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الأربعاء؟
تترقب الأسواق خلال تعاملات اليوم الخميس صدور بيانات مهمة حول سوق العمل ومعدلات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من شأنها أن تؤثر على تطلعات المستثمرين بشأن الخطوات التالية للفيدرالي الأمريكي.
كما تتجه الأنظار إلى نتائج "آبل" و"أمازون"، حيث ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسواق، لا سيما مؤشر "ناسداك" خلال الجلسات المقبلة.
قد تشهد الأسواق حالة من التقلب في ضوء تقييم نتائج الشركات مقارنة بالتوقعات، إضافة إلى استمرار حالة الترقب للسياسة النقدية في ظل غياب إشارات واضحة من الفيدرالي بشأن توقيت خفض الفائدة.
ومن المرجح أن تستمر مكاسب النفط، بينما تظل العملات والذهب تحت ضغط ارتفاع الدولار وعوائد السندات.