تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل حاد خلال تعاملات يوم الإثنين، متخلية عن مستوياتها القياسية، وسط قلق المستثمرين إزاء مجموعة من العناوين الإخبارية المتعلقة بالرسوم الجمركية والتجارة العالمية.
فقد أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) منخفضًا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر "ناسداك المركب" (Nasdaq Composite) ذو الثقل التكنولوجي، ومؤشر "داو جونز الصناعي" (Dow Jones Industrial Average) بنسبة 0.9% لكل منهما.
وجاءت هذه الخسائر عقب أسبوع إيجابي للأسواق، حيث كان مؤشرا S&P 500 وناسداك قد وصلا إلى مستويات قياسية مع بداية تداولات الإثنين، بينما كان مؤشر داو جونز أقل من 0.5% عن تحقيق أول قمة جديدة له منذ ديسمبر الماضي.
وفي خطوة أثارت المزيد من المخاوف في الأسواق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واردات الولايات المتحدة من اليابان وكوريا الجنوبية ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 25% بدءًا من الأول من أغسطس، فيما ستواجه عدة دول أخرى تعريفات جمركية تتراوح بين 25% و40% ما لم تقم بإزالة الحواجز التجارية.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في مقابلة مع شبكة CNBC، أن هناك عدة اتفاقيات تجارية متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة بعد انتهاء فترة تجميد استمرت 90 يومًا للرسوم الجمركية التي أثارت اضطرابات في الأسواق المالية عندما تم الإعلان عنها لأول مرة في أبريل.
وكانت أسهم شركة "تسلا" (TSLA) الأبرز بين الخاسرين ضمن مؤشر S&P 500، حيث هوت بنحو 7% لتسجل أدنى مستوياتها منذ شهر، بعدما أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك خلال عطلة نهاية الأسبوع عن تأسيس حزب سياسي جديد.
وكان ماسك، الذي شغل مؤخرًا منصب رئيس "وزارة كفاءة الحكومة"، قد دخل في خلاف علني مع الرئيس ترامب في الأسابيع الماضية، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن التأثير المحتمل على شركة تسلا.
ولم تكن أسهم التكنولوجيا العملاقة في مأمن من الخسائر، حيث تراجعت أسهم "آبل" (AAPL) و"ألفابت" (GOOG) بنسبة 1.7% لكل منهما.
في حين سجلت أسهم "إنفيديا" (NVDA)، و"مايكروسوفت" (MSFT)، و"ميتا بلاتفورمز" (META)، و"برودكوم" (AVGO) انخفاضات أكثر اعتدالًا.
وفي المقابل، حققت أسهم "أمازون" (AMZN) مكاسب طفيفة وأغلقت على ارتفاع هامشي.
وفي قطاع التكنولوجيا الأوسع، تراجعت أسهم شركة "آرم هولدينغز" (ARM) المتخصصة في تصميم الرقائق، وشركة "مارفيل تكنولوجي" (MRVL) لصناعة الرقائق بنسبة 5% لكل منهما، كما انخفض سهم "أون سيميكوندكتور" (ON) بنسبة 3.5%، وسط ضغوط عامة على أسهم شركات أشباه الموصلات.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت أسهم شركة "بالانتير" (PLTR) لتحليل البيانات بنسبة 3.5% لتتصدر قائمة الأسهم الرابحة في مؤشر ناسداك 100.
وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.38%، مقارنة بـ 4.34% في نهاية الأسبوع الماضي، ليسجل أعلى مستوى له منذ أسبوعين، مما قد يرفع كلفة الاقتراض على مختلف أنواع القروض.
أما الدولار الأمريكي، فقد شهد تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 97.54، بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ أوائل عام 2022 خلال الأسبوع الماضي.
وفي أسواق العملات الرقمية، تراجع سعر البيتكوين إلى حوالي 108,100 دولار خلال تعاملات فترة ما بعد الظهيرة، بعد أن بلغ ذروته الليلة السابقة عند 109,700 دولار، ليظل قريبًا من أعلى مستوى قياسي له والبالغ نحو 112,000 دولار.
وفي أسواق السلع، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتصل إلى 3,345 دولارًا للأوقية، في حين صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي الأمريكي، بنسبة 1.4% لتسجل 67.90 دولارًا للبرميل.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء؟
تشهد الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء حالة من الاستقرار الحذر، مع تراجع طفيف في المؤشرات الأوروبية وارتفاع نسبي في الأسواق الآسيوية بدعم من تأجيل الرسوم الجمركية الأمريكية.
ولا تزال المخاوف قائمة بشأن تأثير هذه الرسوم على أرباح الشركات، خاصة في قطاع التكنولوجيا، وسط تقييمات مرتفعة للأسهم الأمريكية.
في المقابل، يحافظ الدولار على قوته أمام العملات الرئيسية، بينما تستقر أسعار الذهب والنفط بانتظار تطورات جديدة. ويترقب المستثمرون أي مؤشرات إضافية من المفاوضات التجارية والبيانات الاقتصادية لتحديد اتجاهات السوق في المدى القريب.