شهدت الأسواق العالمية تقلبات عنيفة مع انطلاق تعاملات الأسبوع، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة فجر الأحد على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران.
هذا التطور الخطير دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم المالية وسط مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
في خطوة تصعيدية مقابلة، وافق البرلمان الإيراني على مشروع قانون لإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات الطاقة في العالم، في انتظار تصديق مجلس الأمن القومي الإيراني، ما أثار مخاوف واسعة بشأن تأثر الإمدادات النفطية العالمية وارتفاع أسعار الطاقة.
انعكست هذه التوترات بشكل مباشر على أداء أسواق الأسهم العالمية. فقد سجلت الأسهم الأوروبية تراجعات ملحوظة، في ظل تصاعد النزاع بين إيران والولايات المتحدة، وسط تزايد القلق من امتداده ليشمل دولًا أخرى.
إضافة إلى ذلك، تأثرت الأسواق الأوروبية سلبًا بضعف البيانات الاقتصادية الصادرة من فرنسا، حيث أظهرت بيانات شهر يونيو استمرار انكماش النشاط الاقتصادي للقطاعين التصنيعي والخدمي، مع تسجيل أول تراجع في الإنتاج الصناعي منذ ثلاثة أشهر.
وانخفض مؤشر "يورو ستوكس 600" إلى مستوى 534.18 نقطة، متأثراً بتدهور الطلب المحلي في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو.
في الولايات المتحدة، تتداول العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم على انخفاض طفيف في تعاملات ما قبل الافتتاح، وسط محاولات للتعافي.
يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاعين التصنيعي والخدمي لشهر يونيو، والتي قد تقدم إشارات حول مدى متانة الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى متابعة شهادة جيروم باول، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، التي قد تحمل مؤشرات حول السياسة النقدية للفترة المقبلة.
أما في سوق العملات، فقد استفاد الدولار الأمريكي من وضعه كملاذ آمن، ليسجل مكاسب قوية أمام معظم العملات الرئيسية، خاصة أمام اليورو والين الياباني.
وساهم في ذلك أيضًا تراجع المعنويات في أوروبا بعد البيانات الاقتصادية السلبية من فرنسا. كما تأثر الين الياباني سلبًا نتيجة اعتماده الكبير على واردات النفط من الشرق الأوسط، إذ تستورد اليابان ما يقارب 90% من احتياجاتها النفطية من تلك المنطقة، ما يجعلها عرضة لأي اضطرابات في مضيق هرمز.
وفيما يتعلق بسوق السلع، فقد شهدت أسعار الذهب والنفط الخام تقلبات حادة، حيث افتتحت الجلسة على ارتفاعات ملحوظة بدعم من مخاوف التصعيد الجيوسياسي، إلا أن هذه المكاسب تلاشت لاحقًا مع بدء الأسواق في تقييم احتمالات الرد الإيراني.
وتتباين الآراء بين من يرى أن إيران قد تذهب نحو التصعيد العسكري، ومن يعتقد أنها قد تنخرط في مفاوضات جديدة لتخفيف التوتر، ما يجعل حركة الأسعار غير مستقرة في هذه المرحلة الحساسة.
بصورة عامة، يسود الأسواق قدر كبير من الحذر والقلق، إذ يراقب المستثمرون التطورات الجيوسياسية عن كثب، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية المرتقبة التي ستحدد اتجاهات التداول خلال الأيام المقبلة.