شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الخميس تراجعًا حادًا في ظل تقلبات حادة في أسواق الأسهم والسلع، حيث فقدت الأسواق الأمريكية جزءًا كبيرًا من مكاسبها التاريخية التي حققتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعليق بعض الرسوم الجمركية. مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، تترقب الأسواق يوم الجمعة مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة التي قد تؤثر على حركة العملات والسلع. وفي هذا المقال، نقدم لمحة عن أبرز تطورات الأسواق المالية وتوقعات الأداء على مدار اليوم، مع تسليط الضوء على أسواق الأسهم والسندات والعملات الرقمية والنفط والذهب. حيث شهدت الأسواق المالية الأميركية تراجعاً حاداً يوم الخميس، متخليةً عن جزء كبير من المكاسب التاريخية التي سجلتها في جلسة الأربعاء، والتي جاءت بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق عدد من الرسوم الجمركية التي أثارت مخاوف واسعة من ركود اقتصادي وشيك. فقد مؤشر داو جونز الصناعي 2.5%، أي ما يزيد قليلاً عن 1000 نقطة، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 3.5%، وهبط مؤشر ناسداك المركب ذو الأسهم التكنولوجية بنسبة 4.3%. وعلى الرغم من هذا التراجع، فقد أغلقت المؤشرات الثلاثة أعلى من أدنى مستوياتها خلال جلسة التداول. وكان مؤشر S&P 500 قد قفز بنسبة 9.5% في جلسة الأربعاء، في أفضل أداء يومي له منذ عام 2008، في حين ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 12.2%، وهي أكبر مكاسب له منذ عام 2001. أما داو جونز فقد حقق مكاسب بنسبة 7.9%، أي ما يعادل نحو 3000 نقطة، مسجلاً أفضل أداء له خلال خمس سنوات. وجاءت قفزة يوم الأربعاء بعد إعلان ترامب عن تعليق مؤقت لمدة 90 يوماً لما يُعرف بـ"الرسوم المتبادلة" على واردات من عدة دول، وهي رسوم جمركية متفاوتة كانت قد دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات من الإعلان. خلال هذه المهلة، ستعمل الإدارة الأميركية على التفاوض مع شركائها التجاريين. وبالرغم من التجميد الجزئي، فإن معدل الأساس البالغ 10% لا يزال سارياً على جميع الدول، بينما تواجه الصين رسوماً مجمعة تصل إلى 145%. ووفقاً لما قاله بيل آدامز، كبير الاقتصاديين في بنك كوميريكا، فإن ارتفاع الأسواق يوم الأربعاء كان نتيجة لمزيج من العوامل، من بينها اضطرار المستثمرين المضاربين إلى تغطية مراكزهم المكشوفة، وتراجع المخاوف من الركود والتضخم المصحوب بالركود، إضافة إلى تفاؤل بأن الرسوم الجمركية النهائية ستكون أقل من تلك المُعلنة حالياً. ومع بقاء حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات التجارية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد، عادت الضغوط إلى الأسواق يوم الخميس، في ظل تقلبات شديدة شهدتها منذ إعلان خطة ترامب الجمركية في 2 أبريل. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي قادت موجة الارتفاع يوم الأربعاء، قد تراجعت بشكل جماعي يوم الخميس. حيث انخفض سهم شركة تسلا (TSLA) بأكثر من 7%، بعدما قفز بنسبة 23% في اليوم السابق. كما هبط سهم شركة إنفيديا (NVDA) بنسبة 6%، وسهم برودكوم (AVGO) بنسبة 7%. أما سهم ميتا (META) فقد تراجع بنسبة تقارب 7%، في حين انخفض سهم أمازون (AMZN) بنسبة 5%. وسجل كل من سهم آبل (AAPL) وألفابت (GOOG) تراجعاً بنسبة 4%، بينما تراجع سهم مايكروسوفت (MSFT) بنسبة 2%.وفي أوروبا، فقد ارتفعت الأسهم الأوروبية عند إغلاق تعاملات الخميس، لتسجل أعلى وتيرة مكاسب يومية في ثلاث سنوات، بعدما علق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الرسوم الجمركية المرتفعة على أغلب دول العالم والاتحاد الأوروبي لفترة مؤقتة. وصعد مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 3.7% إلى 487.28 نقطة، وهي أعلى وتيرة ارتفاع يومية منذ مارس 2022. وحققت أسهم البنوك أفضل أداء داخل المؤشر الأوروبي، إذ ارتفعت بنسبة 5.5%، كما زادت الأسهم الصناعية والتكنولوجية بنسبة 5.2% و4.6% على الترتيب.توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الجمعة تتجه التوقعات إلى أداء إيجابي لأسواق الأسهم العالمية خلال عام 2025، مدعومة بنمو أرباح الشركات وتخفيف السياسات النقدية، مع ترجيح استمرار تفوق الأسهم الأمريكية والأوروبية. وتشير مؤسسات مالية كبرى مثل "سيتي جروب" و"جيه بي مورجان" إلى إمكانية تحقيق مكاسب تصل إلى 10%، بشرط استقرار الأوضاع الجيوسياسية والتجارية. ومع ذلك، تبقى التقلبات واردة نتيجة التوترات العالمية والمخاطر المرتبطة بالسياسات الاقتصادية.استقرار العوائد وسط ترقب لتطورات الاقتصادارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.44%، بعد أن كان قد انخفض خلال الجلسة إلى نحو 4.26%، وذلك في ظل تقلبات حادة شهدها خلال الأيام الأخيرة مع محاولة المستثمرين التكيّف مع اضطرابات سوق الأسهم. ويُذكر أن هذا العائد، الذي يُعد مؤشراً مهماً لتكاليف الاقتراض على مختلف أنواع القروض، لا سيما الرهون العقارية، كان قد بلغ 4.52% في جلسة الأمس، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ أكتوبر عند 3.86% يوم الجمعة الماضي.ما هي توقعات الأسواق لأداء السندات الأمريكية اليوم؟من المتوقع أن يشهد سوق السندات الأمريكية اليوم الجمعة تقلبات ملحوظة، مع استمرار ارتفاع العوائد على السندات طويلة الأجل، حيث بلغ عائد السندات لأجل 30 عامًا 4.68%. وتشير توقعات المحللين إلى إمكانية تجاوز عوائد السندات لأجل 10 سنوات مستوى 5% خلال عام 2025، وسط مخاوف من ضغوط مالية قد تؤدي إلى مزيد من التذبذب في السوق. ويركز المستثمرون حالياً على تأثير السياسات النقدية والتطورات الاقتصادية في تحديد اتجاه السوق خلال المدى القريب.تراجع في أسهم شركات العملات المشفرة مع هبوط البيتكوينتراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية يوم الخميس، بعد انخفاض سعر البيتكوين، الذي كان قد قفز في وقت سابق تزامنًا مع انتعاش شهية المخاطرة عقب إعلان الرئيس ترامب عن تعليق الرسوم الجمركية. فقد هبط سهم شركة "مايكرواستراتيجي" (MSTR)، المعروفة باستثماراتها الكبيرة في البيتكوين، بنسبة 8%. كما تراجعت أسهم منصات التداول مثل "كوينبيس" (COIN) و"روبنهود ماركتس" (HOOD) بأكثر من 4% لكل منهما. وفي المساء، تم تداول البيتكوين عند نحو 79,700 دولار، منخفضًا من أعلى مستوى له خلال الليل والذي بلغ 83,600 دولار. توقعات الجمعة لأداء البيتكوين من المتوقع أن يظل أداء أسهم العملات الرقمية حساسًا لتحركات البيتكوين، حيث يتابع المستثمرون عن كثب مدى استقرار السوق بعد تذبذبات الأمس. وإذا استمر الضغط البيعي على البيتكوين، فقد تشهد الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة مزيدًا من التراجع. في المقابل، أي ارتداد في السعر قد يدعم تعافيًا جزئيًا لتلك الأسهم، خاصة مع استمرار الترقب لتطورات السياسة الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على أصول المخاطرة.انخفاض في أسعار النفط يؤدي لضغوط على أسهم القطاعشهدت أسهم قطاع النفط ضغوطًا يوم الخميس، حيث تراجع سعر النفط، مما أثر سلبًا على شركات مثل إكسون موبيل (XOM) التي انخفضت بنحو 6% وشيفرون (CVX) التي هبطت بنسبة 8%. كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأمريكي للنفط، بنسبة 3.4% لتصل إلى 60.24 دولارًا للبرميل، وسط استمرار المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط. مكاسب مستمرة مع ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية في المقابل، كانت أسهم قطاع الذهب من بين القلة التي حققت مكاسب يوم الخميس، حيث تداول الذهب بالقرب من أعلى مستويات تاريخية له. فقد ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 3.7% لتصل إلى 3,194.20 دولار للأونصة. وسجلت شركات مثل بارك جولد (GOLD) ونيوماونت ماينينغ (NEM) مكاسب بحوالي 2% و4.5% على التوالي.توقعات الأسواق لأداء النفط والذهب اليوم الجمعة من المتوقع أن تظل أسواق النفط تحت الضغط اليوم الجمعة، حيث يتابع المستثمرون تطورات الطلب العالمي وسط قلق مستمر بشأن تباطؤ الاقتصاد. وإذا استمرت الأسعار في التراجع، قد تواصل أسهم شركات النفط الانخفاض. من ناحية أخرى، يُتوقع أن تظل أسهم الذهب مرشحة لتحقيق المزيد من المكاسب، خصوصًا إذا استمر الطلب على الذهب كملاذ آمن في مواجهة المخاوف الاقتصادية.أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الجمعة من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس تقلبات كبيرة اليوم الجمعة، حيث ستصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات الأوروبي، مما قد يؤثر سلبًا على اليورو إذا كانت النتائج ضعيفة. كما يُنتظر صدور تقرير التوظيف الأمريكي لشهر مارس، والذي قد يدعم الدولار الأمريكي إذا جاءت البيانات أفضل من المتوقع. أي تطورات جيوسياسية أو تصريحات اقتصادية قد تؤدي أيضًا إلى تقلبات في السوق. فيما يتعلق بالتحركات المتوقعة للعملات، من المرجح أن يشهد اليورو تراجعًا بنسبة تتراوح بين 0.5% و1% إذا جاءت البيانات مخيبة للآمال، بينما يمكن أن يرتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% إلى 1% إذا كانت بيانات التوظيف قوية.