في ظل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بدأت الأسواق المالية أسبوعها بداية إيجابية، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية ارتفاعًا ملموسًا يوم الإثنين. لكن هذه المكاسب لم تكن خالية من التقلبات، إذ تباينت التحركات خلال الجلسة وسط حالة من الترقب لقرارات جديدة من إدارة الرئيس ترامب بشأن الرسوم الجمركية. بينما تتقلب الأسواق بين التفاؤل والحذر، تترقب الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء ما ستسفر عنه التطورات الاقتصادية والسياسية، من أداء الأسهم، إلى حركة السندات والعملات الرقمية مثل البيتكوين. فما الذي يمكن أن تحمله الساعات القادمة للأسواق؟ هذا ما سنتناوله في مقالنا اليوم. شهدت الأسواق المالية الأميركية بداية أسبوع إيجابية، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية على ارتفاع يوم الإثنين بدعم من قرارات حكومية أميركية بتخفيف الأعباء الجمركية مؤقتًا على عدد من المنتجات التكنولوجية. ويأتي هذا التطور في خضم توترات تجارية متصاعدة، حيث تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب تطبيق ما تصفه بسياسة "الرسوم التبادلية" لضبط الميزان التجاري مع عدد من الشركاء، وفي مقدمتهم الصين. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 0.8%، بينما صعد مؤشر ناسداك المركّز على أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.6%. ورغم البداية القوية للتداولات، فإن الأسواق شهدت تذبذبًا ملحوظًا على مدار الجلسة، تراجعت خلاله المؤشرات إلى المنطقة السلبية في منتصف اليوم قبل أن تعود إلى الارتفاع في الساعات الأخيرة. وجاءت المكاسب الأخيرة عقب أسبوع بالغ التقلبات في الأسواق، حيث حققت المؤشرات الأميركية الرئيسية أفضل أداء أسبوعي لها منذ أكثر من عام. إلا أن هذه المكاسب لم تكن مدفوعة بعوامل استقرار اقتصادي حقيقية، بل جاءت كرد فعل على سلسلة من الأخبار المتضاربة بشأن السياسات التجارية. وبينما ترى الإدارة الأميركية أن الرسوم الجمركية الجديدة تمثل وسيلة لحماية الصناعة المحلية وإعادة الوظائف إلى الداخل، يرى العديد من المحللين أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف، وزيادة معدلات التضخم، وربما كبح وتيرة النمو الاقتصادي، خصوصًا في حال تصعيد المواجهة التجارية مع الصين. الخبر الرئيسي الذي حرّك الأسواق يوم الإثنين كان إعلان البيت الأبيض عن منح إعفاءات مؤقتة من الرسوم الجمركية لعدد من المنتجات التكنولوجية الحيوية، مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الحواسيب، والمعالجات الإلكترونية. ورغم أن هذه الخطوة جاءت كنوع من التهدئة، فإنها لم تُخفف من القلق العام، خاصة بعد تأكيد مسؤولين في الإدارة الأميركية أن هذه الإعفاءات قد تكون مؤقتة، ومن الممكن استبدالها برسوم قطاعية أكثر تحديدًا خلال الفترة المقبلة. في قطاع التكنولوجيا، قادت شركة آبل (AAPL) المكاسب بعدما ارتفع سهمها بنسبة 2.2% عند الإغلاق، مستفيدًا من الإعفاء الجمركي وارتباطها القوي بسلاسل التوريد في الصين. وعلى الرغم من أنها سجلت ارتفاعًا بلغ 7.5% في وقت سابق من الجلسة، فإن تراجعها عن هذا المستوى يعكس الحذر السائد في السوق. من جهتها، سجلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى أداءً متباينًا؛ حيث ارتفع سهم ألفابت (GOOG) بنسبة 1%، وحقق سهم تسلا (TSLA) مكاسب طفيفة، بينما تراجعت أسهم كل من ميتا (META) وبروتكوم (AVGO) بنحو 2%، كما خسر سهم أمازون (AMZN) 1.5%، وتراجعت أسهم إنفيديا (NVDA) ومايكروسوفت (MSFT) بشكل طفيف. في السياق ذاته، شهدت أسهم بعض الشركات التكنولوجية المتوسطة أداءً قويًا، حيث ارتفع سهم شركة ديل تكنولوجيز (DELL) بنسبة 4%، بينما صعد سهم ميكرون تكنولوجي (MU) بأكثر من 2%. إلا أن أداء هذه الأسهم لم يصمد عند أعلى مستوياته اليومية، ما يشير إلى استمرار التردد بين المستثمرين بشأن استدامة هذه المكاسب في ظل استمرار الغموض المحيط بالسياسات التجارية الأميركية. وفي أوروبا، فقد عززت الأسهم الأوروبية مكاسبها عند إغلاق تعاملات الإثنين، مع ترقب اجتماع البنك المركزي لبحث قرار السياسة النقدية، وسط انحسار التوترات التجارية العالمية عقب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا من الرسوم الجمركية الأمريكية. وصعد المؤشر الأوروبي "ستوكس يوروب 600" بنسبة 2.7% عند 499.89 نقطة، مدعومًا بمكاسب قطاع التكنولوجيا والطاقة والبنوك. وارتفع "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 2.15% عند 8134 نقطة، وزاد "كاك 40" الفرنسي 2.35% عند 7273 نقطة، فيما أضاف "داكس" الألماني 2.85% عند 20954 نقطة. توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الثلاثاء تشير توقعات الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء إلى استقرار نسبي بعد أسبوع حافل بالتقلبات، مدعومًا بتفاؤل بشأن إعفاءات جمركية أميركية مؤقتة لمنتجات تكنولوجية. ارتفعت مؤشرات الأسهم في آسيا، خصوصًا اليابان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، وسط آمال بتخفيف التوترات التجارية. في المقابل، أبدت الأسواق الأميركية حذرًا مع تحذيرات من ارتفاع التقييمات. تراجع الدولار عزز من مكاسب الذهب، الذي وصل إلى مستويات قياسية جديدة. ويظل الحذر سائدًا في الأسواق في ظل استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية الأميركية، ما يدفع المستثمرين إلى مراقبة التطورات بحذر وتنويع محافظهم الاستثمارية. تراجع عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات يثير تساؤلات حول ثقة المستثمرين شهدت الأسواق المالية الأميركية يوم الإثنين تراجعًا في عائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات، وهو أحد المؤشرات الرئيسية التي تراقبها الأسواق لتقييم اتجاهات أسعار الفائدة وتكلفة الاقتراض في الاقتصاد الأميركي. فقد انخفض العائد إلى مستوى 4.38% خلال التعاملات المتأخرة، مقارنة بـ4.49% في إغلاق جلسة الجمعة الماضية. توقعات الأسواق لأداء السندات الأميركية اليوم تشير توقعات أداء السندات الأميركية اليوم الثلاثاء إلى استقرار نسبي بعد تراجع في العائد على سندات الخزينة لأجل 10 سنوات إلى 4.38%، عقب ارتفاعات حادة الأسبوع الماضي أثارت مخاوف بشأن تراجع ثقة المستثمرين. ويأتي هذا التراجع في ظل توترات تجارية متزايدة وبيع أجنبي للسندات، خصوصًا من مستثمرين يابانيين. وتتباين التقديرات المستقبلية بين المؤسسات المالية. إذ يتوقع جي بي مورجان انخفاض العائد إلى 4.25%، في حين يرجح سيتي جروب ارتفاعه إلى 5%. ويعكس هذا التباين حالة من الحذر والترقب في الأسواق تجاه السياسات الاقتصادية الأميركية المقبلة. ارتفاع أسهم "ستراتيجي" مع صعود البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة سجلت أسهم شركة "ستراتيجي" (Strategy)، المعروفة سابقًا باسم "مايكروستراتيجي" (MicroStrategy)، ارتفاعًا بنسبة تقارب 4% في تداولات يوم الإثنين، مستفيدة من موجة صعود قوية للعملة الرقمية بيتكوين، التي تُعد من أبرز استثمارات الشركة الاستراتيجية في السنوات الأخيرة. وجاء هذا الارتفاع في السهم بالتزامن مع صعود سعر بيتكوين إلى ما يقارب 85,000 دولار عند إغلاق جلسة التداول، بعد أن كان قد تراجع في وقت سابق من جلسة الأمس إلى مستويات منخفضة بلغت نحو 83,000 دولار. ويعكس هذا الانتعاش في العملة الرقمية تعافيًا سريعًا في معنويات المستثمرين، ما انعكس إيجابًا على الشركات المرتبطة بشكل وثيق بأداء العملات المشفّرة. توقعات الأسواق لأداء العملات الرقمية والبيتكوين تتوقع الأسواق اليوم الثلاثاء أن يشهد البيتكوين استقرارًا نسبيًا في نطاق يتراوح بين 83,000 و85,000 دولار، مع بعض التذبذب الطفيف. يتداول البيتكوين حاليًا عند 85,537 دولارًا، مع مقاومة واضحة عند 85,500 دولار ودعم قوي عند 83,578 دولار. إذا استمر في التداول فوق هذا الدعم، قد يشهد ارتفاعًا نحو 90,000 دولار، بينما الانخفاض دون 83,000 دولار قد يوجهه نحو 82,000 دولار. تشير المؤشرات الفنية إلى حالة من الحياد في معنويات المستثمرين، مع مراقبة الأسواق لأي تطورات اقتصادية أو سياسية قد تؤثر على الأداء. تراجع في عقود الذهب وسط تذبذب في أسعار النفط انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.6% لتسجل 3,225 دولارًا للأونصة، بعد أن حققت سلسلة من الارتفاعات القياسية في الأسبوع الماضي. يأتي هذا التراجع وسط ضغوط بيع من بعض المستثمرين الذين قد يكونون قد استفادوا من المكاسب الكبيرة للذهب خلال الفترة الماضية. وعلى الرغم من أن الذهب ما زال يحافظ على موقعه قرب مستويات مرتفعة، إلا أن هذا التراجع يعكس بعض التوقعات بتقلبات في الأسعار في ظل استمرار الضغوط على الأسواق العالمية. أما في سوق النفط، فقد سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط، المؤشر الأميركي للنفط الخام، ارتفاعًا طفيفًا إلى 61.55 دولارًا للبرميل، بعد أن تراجعت الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات عند 55 دولارًا. توقعات الأسواق لأداء الذهب والنفط اليوم الثلاثاء تشير توقعات الأسواق اليوم الثلاثاء إلى استمرار التقلبات في أسعار الذهب والنفط. أسعار الذهب تراجعت بنسبة 0.6% لتسجل 3,225 دولارًا للأونصة، مع توقعات بارتفاع الأسعار إلى 3,700 دولار بنهاية العام في حال حدوث ركود اقتصادي. أما في سوق النفط، فقد ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.55 دولارًا للبرميل بعد انخفاضها الأسبوع الماضي إلى 55 دولارًا، في وقت يتوقع فيه المحللون انخفاض الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا في حال استمر تباطؤ الطلب العالمي وزيادة الإنتاج. أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الثلاثاء تتوقع أسواق الفوركس اليوم الثلاثاء، تقلبات ملحوظة في أسعار العملات الرئيسية. قد يشهد الدولار الأميركي تراجعًا بنسبة 0.6% مقابل اليورو، مسجلًا أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، في ظل توقعات بخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومن المتوقع ارتفاع اليورو بنسبة 0.4% مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. ومن المتوقع أيضاً أن يستفاد الين الياباني من تراجع الدولار ويصعد بنسبة 0.5%. وقد يشهد الجنيه الإسترليني تقلبات محدودة مع تراجع بنسبة 0.2%.