شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الإثنين 28 يوليو 2025، في مستهل أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية والمالية، وسط تفاؤل واسع بشأن أرباح الشركات وقوة الاقتصاد، في وقت تراجعت فيه المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية.
ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بشكل طفيف ليغلق عند مستوى قياسي للجلسة السادسة على التوالي، كما صعد مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.3% محققًا عاشر إغلاق قياسي خلال 11 جلسة.
فيما تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.1%، لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوياته منذ ديسمبر.
وجاء هذا الأداء مدفوعًا بإعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق تجاري جديد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% فقط على معظم واردات الاتحاد الأوروبي، أي نصف النسبة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق.
وبموجب الاتفاق، ستقوم دول الاتحاد بشراء طاقة من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار، بالإضافة إلى استيراد معدات عسكرية أمريكية.
وتعززت شهية المستثمرين للمخاطرة في ظل هذه الأنباء، مع ترقب إعلانات مرتقبة بشأن مزيد من الاتفاقات التجارية، خاصة مع استمرار المحادثات مع دول رئيسية أبرزها الصين. ويأمل المستثمرون في أن يؤدي أي انفراج تجاري إلى دعم النمو الاقتصادي وأرباح الشركات.
وعلى صعيد أرباح الشركات، تبدأ هذا الأسبوع أكثر فترات الموسم ازدحامًا، حيث تستعد شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"آبل" و"أمازون" و"ميتا" للإفصاح عن نتائجها الفصلية.
كما يترقب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة، أبرزها الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وبيانات التضخم، وتقرير الوظائف لشهر يوليو.
إلى جانب ذلك، يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعًا حاسمًا يوم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة.
وكانت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة داعمًا رئيسيًا لمؤشرات السوق، حيث قفز سهم "تسلا" بنسبة 3% بعد إعلانها صفقة لشراء رقائق ذكاء اصطناعي من "سامسونغ" الكورية بقيمة 16 مليار دولار.
وارتفعت أسهم "إنفيديا" بنسبة 2%، و"برودكوم" بنسبة 1.4%، بينما سجلت "آبل"، و"أمازون"، و"ميتا" مكاسب متواضعة. أما "مايكروسوفت" و"ألفابت" فقد شهدا تراجعًا طفيفًا.
وفي قطاع أشباه الموصلات، قفز سهم شركة "سوبر مايكرو كمبيوتر" بنسبة 10%، وتقدمت أسهم "إيه إم دي" بأكثر من 4%. كما ارتفع سهم "نايكي" بنسبة 4% بعد توصية بالشراء من بنك "جيه بي مورغان".
وشهدت أسهم الطاقة أيضًا أداءً قويًا مدعومة بصعود أسعار النفط وتفاؤل بشأن استثمارات الاتحاد الأوروبي في الطاقة، حيث قفز سهم "دايموند باك إنرجي" بأكثر من 4%، وارتفع سهم "ديفون إنرجي" بنسبة 3.5%، بينما سجل سهم "إكسون موبيل" و"شيفرون" ارتفاعًا بنحو 1% لكل منهما.
وقفز سعر خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 2.9% إلى 67.05 دولار للبرميل، بعد هبوط حاد يوم الجمعة.
في أسواق العملات الرقمية، تراجع سعر البيتكوين قليلًا إلى 118,100 دولار، منخفضًا من ذروته الليلية البالغة 119,800 دولار، لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوى قياسي عند 123,000 دولار، وسط تفاؤل بدعم تنظيمي متزايد للعملات الرقمية من البيت الأبيض والكونغرس، إلى جانب توسع الشركات في اعتمادها.
أما مؤشر الدولار الأمريكي فقد ارتفع بنسبة 1.1% إلى 98.67 نقطة، وهو أعلى مستوى له في أكثر من شهر، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.41% من 4.39% يوم الجمعة، ما يعكس توقعات بتشديد السياسة النقدية.
وتراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.6% إلى 3,315 دولارًا للأونصة، لتسجل خسائر للجلسة الرابعة على التوالي.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء؟
تتجه توقعات الأسواق المالية العالمية اليوم، الثلاثاء 29 يوليو 2025، نحو أداء حذر يميل إلى الإيجابية، وسط ترقب شديد لقرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب غدًا بشأن أسعار الفائدة.
وتشير العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية إلى مكاسب طفيفة، خاصة لمؤشري "ناسداك" و"S&P 500"، مدعومة بانتظار نتائج أرباح كبرى شركات التكنولوجيا مثل "آبل" و"أمازون".
وفي أوروبا، تسود حالة من التفاؤل الحذر بعد الاتفاق التجاري الأخير مع الولايات المتحدة، في حين تستقر أسواق النفط حول 70 دولارًا للبرميل وسط توقعات بزيادة الطلب نتيجة استثمارات الطاقة الأوروبية.
أما الأسواق الآسيوية والناشئة فتميل إلى الاستقرار، مدفوعة بتفاؤل بشأن تحسن العلاقات التجارية العالمية.
في المقابل، لا تزال تحذيرات بعض البنوك الاستثمارية الكبرى قائمة بشأن احتمالية تصحيح قريب للأسواق مع تزايد مستويات التفاؤل والمخاطر المرتبطة بارتفاع المديونية في السوق.