
أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات أمس الأربعاء على ارتفاع، في اليوم السادس والثلاثين من الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تجاهل المستثمرون المخاوف المتزايدة من فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتركزت الأنظار على مداولات المحكمة العليا بشأن صلاحيات الرئيس دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية دون موافقة الكونغرس.
وقد ارتفع مؤشر ناسداك المركّب بنسبة 0.7%، وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.5%، بينما زاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%.
شهدت الأسواق تراجعاً جماعياً، خاصة في قطاع التكنولوجيا، حيث انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 2% متأثراً بهبوط سهم شركة Palantir Technologies رغم إعلانها عن نتائج قياسية ورفع توقعاتها للإيرادات السنوية، حيث أن السهم، الذي كان قد ارتفع بأكثر من 150% منذ بداية العام، تراجع بنسبة إضافية بلغت 1.5%.
أما أسهم شركة Advanced Micro Devices فقد اتخذت مساراً مغايراً، إذ افتتحت الجلسة على انخفاض بعد إعلان نتائجها، لكنها سرعان ما ارتدت لتغلق مرتفعة بنسبة 2.5% بفضل الطلب القوي على معالجات مراكز البيانات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
في المقابل، شهدت بعض الأسهم الأمريكية تراجعاً حاداً بعد صدور نتائج أعمالها الفصلية، إذ هبط سهم Pinterest بنحو 22%، وتراجع Axon Enterprises بنسبة 9%، وانخفض سهم Arista Networks بمعدل 8.5%، وسهم Super Micro Computer بنسبة 11%، كما خسر سهم Humana نحو 6%.
في حين ارتفع سهم Novo Nordisk المدرج في السوق الأمريكية بأقل من 1%. على الجانب الإيجابي، صعد سهم McDonald’s بنسبة 2%، وسجل سهم Amgen مكاسب قوية بلغت 8%.
ونظراً لتجميد نشر البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي، أولى المستثمرون اهتماماً كبيراً لتقرير التوظيف الصادر عن مؤسسة ADP، والذي أظهر أن القطاع الخاص أضاف 42 ألف وظيفة في أكتوبر، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى 22 ألف وظيفة فقط.
ومن المتوقع أن يؤدي استمرار الإغلاق إلى تأجيل صدور التقرير الرسمي للوظائف يوم الجمعة، ما يزيد من حالة الغموض بشأن قوة سوق العمل الأمريكي.
على صعيد الأسواق الأخرى، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.16% مقارنة بـ4.09% في جلسة الثلاثاء، مما يعكس زيادة في توقعات الفائدة أو القلق بشأن التضخم.
وفي المقابل، استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 100.19 تقريباً، فيما تعافت أسعار البيتكوين إلى نحو 103,900 دولار بعد أن هبطت في اليوم السابق إلى ما دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو.
أما الذهب فقد ارتفع بنسبة 0.8% ليقترب من 4000 دولار للأونصة، في حين تراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي بنحو 1.6% لتتداول دون 60 دولاراً للبرميل.
وفي الأسواق العالمية، تباين أداء البورصات الآسيوية يوم الأربعاء، حيث تعرضت الأسهم اليابانية والكورية لضغوط بيعية مع قيام المستثمرين بجني الأرباح في أسهم التكنولوجيا، وسط مخاوف من تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.
فقد تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنحو 2.8%، فيما انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية حوالي 3% بعد جلسة متقلبة.
أما في الصين وهونغ كونغ، فقد شهدت المؤشرات استقراراً نسبياً مع ميل طفيف للانخفاض.
أما في أوروبا، فقد أغلقت الأسواق على ارتفاعات محدودة مدعومة بتحسن المعنويات بعد انتعاش الأسهم الأمريكية. فقد صعد مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 0.23%، وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني بنحو 0.64%، بينما سجل مؤشر داكس الألماني زيادة قدرها 0.42%.
وركز المستثمرون الأوروبيون على نتائج الشركات الكبرى وتطورات السياسة النقدية الأمريكية، مع ترقب لأي إشارات جديدة بشأن أسعار الفائدة في منطقة اليورو.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنسبة لتوقعات اليوم، فمن المرجح أن تستمر حالة الحذر في الأسواق مع تقلبات محدودة تميل إلى الإيجابية، إذ يتوقع أن تظل أسهم الذكاء الاصطناعي تحت المجهر بين عمليات جني الأرباح واستمرار تدفقات المستثمرين الباحثين عن النمو. كما أن غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية الرسمية بسبب الإغلاق يترك الأسواق بلا بوصلة واضحة، مما يجعل قرارات التداول أكثر ارتباطاً بالأخبار السياسية وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
ومن المحتمل أن تواصل عوائد السندات الأمريكية المرتفعة الضغط على الأسهم، في حين قد يدعم استقرار الدولار أداء الشركات المصدرة في أوروبا وآسيا. بوجه عام، يتوقع أن تكون جلسة اليوم حذرة مع ميل بسيط نحو الصعود، في ظل استمرار الترقب لتطورات الإغلاق الحكومي وملف الرسوم الجمركية.







