تشهد الأسواق المالية والسلع والعملات تقلبات ملحوظة مع بداية الأسبوع الجديد، في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز التوقعات لأداء الأسواق العالمية اليوم الاثنين 10 مارس 2025، بدءًا من أسواق الأسهم والسندات، وصولًا إلى أداء البيتكوين والسلع مثل الذهب والنفط. كما سنتناول تأثير السياسات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، على هذه الأسواق.
اختتمت المؤشرات الرئيسية للأسواق المالية تعاملات يوم الجمعة الماضية على ارتفاع وذلك بعد تراجع حاد في بداية الجلسة، وذلك عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي أكد فيها أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في حالة جيدة، وأن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لتعديل أسعار الفائدة.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.5%، بينما زاد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، في حين سجل مؤشر ناسداك المركب الذي يركز على التكنولوجيا ارتفاعًا بنسبة 0.7%. ورغم هذه المكاسب، إلا أن الأسبوع كان متقلبًا، حيث سجل مؤشر S&P 500 أكبر خسارة أسبوعية له منذ سبتمبر الماضي، وسط حالة من عدم اليقين بشأن تأثير السياسات القادمة من إدارة ترامب، فضلاً عن المخاوف من تدهور الاقتصاد الأمريكي وتوجهه نحو تباطؤ كبير.
خلال الأسبوع الماضي، فقد تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 2.4%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 وناسداك بنسبة 3.1% و3.5% على التوالي، مما يعكس موجة من الخسائر المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي.
أما تقرير الوظائف لشهر فبراير، الذي نشرته وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة، فقد أظهر أن أرباب العمل في الولايات المتحدة أضافوا وظائف أقل من المتوقع، وارتفعت معدلات البطالة إلى 4.1%. هذا التقرير الضعيف جاء في وقت تستمر فيه المخاوف من أن فرض الرسوم الجمركية على السلع قد يؤدي إلى زيادة التضخم، وتباطؤ النشاط الاقتصادي، والإضرار بالشركات التي تعمل على مستوى العالم.
وفي تصريح له يوم الجمعة، أكد باول أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يمكنه الانتظار للحصول على مزيد من الوضوح بشأن تأثير السياسات الحكومية قبل اتخاذ أي تغيير في السياسة النقدية، مشيرًا إلى أن اللجنة الفيدرالية تركز على "فصل الإشارة عن الضوضاء". كما أوضح أن سوق العمل لا يزال قويًا وأن التضخم يتجه نحو الهدف السنوي للبنك الفيدرالي بنسبة 2%.
وأضاف باول: "تكاليف الحذر منخفضة جدًا جدًا، والاقتصاد بخير. لا يحتاج إلى أن نفعل شيئًا في الواقع. لذلك يمكننا الانتظار، ويجب علينا الانتظار".
خلال تداولات يوم الجمعة بعد الظهر، تصدرت شركة براودكوم (AVGO) قائمة الشركات الرابحة في مؤشر S&P 500، حيث قفزت أسهمها بنسبة 8.6% بعد أن أعلنت عن نتائج فصلية فاقت التوقعات، مدفوعة بزيادة الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وكان السهم قد شهد انخفاضًا بنحو 6% في اليوم السابق نتيجة لبيع واسع في أسهم شركات أشباه الموصلات. كما شهد صندوق iShares Semiconductor ETF (SOXX) ارتفاعًا بنحو 3%.
أما بالنسبة لبقية الأسهم التكنولوجية الكبرى، فقد كانت النتائج متباينة. فقد أضافت شركة إنفيديا (NVDA) المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي نحو 2%، في حين حققت كل من آبل (AAPL) وألفابت (GOOG) مكاسب أيضًا. ومع ذلك، تراجعت أسهم كل من مايكروسوفت (MSFT)، أمازون (AMZN)، ميتا بلاتفورمز (META)، وتسلا (TSLA).
وفي أوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الجمعة، بعد التقلبات التي تعرضت لها على مدار الأسبوع نتيجة السياسات التجارية الأمريكية، وجهود الإصلاح المالي في ألمانيا، ومباحثات زيادة الإنفاق العسكري للقارة العجوز.
وعند إغلاق التداولات، تراجع "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.45% عند 553.3 نقطة، ليسجل المؤشر الأوروبي خسائر أسبوعية بنسبة 0.7%، وهو التراجع الأول من نوعه منذ الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر الماضي.
كما شهدت الأسواق الآسيوية يوم الجمعة الماضي أداءً متباينًا، حيث ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.54% بينما تراجع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.25%. في اليابان، أغلق مؤشر نيكاي 225 مرتفعًا بنسبة 0.40%، بينما صعد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.78%. من جهة أخرى، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 في أستراليا بنسبة 0.65%. تعكس هذه التحركات تأثير التطورات الاقتصادية والسياسية على الأسواق في المنطقة.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الاثنين
من المتوقع أن تستمر أسواق الأسهم العالمية في تقديم أداء عرضي مائل للصعود خلال اليوم الاثنين وحتى منتصف شهر مارس 2025. يأتي ذلك في ظل التطورات الأخيرة، بما في ذلك توقيع اتفاقية مهمة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول المعادن، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، تستمر الشركات المدرجة في الإعلان عن نتائجها السنوية وتوزيعاتها على المساهمين، مما يعزز من التفاؤل في الأسواق.
كيف كان أداء السندات الأمريكية في ختام تعاملات الأسبوع الماضي وما هي توقعات اليوم؟
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى 4.31% في نهاية تداولات يوم الجمعة، بعد أن كان عند 4.28% في إغلاق يوم الخميس، مقارنة بأدنى مستوى له بلغ 4.21% في وقت سابق من نفس اليوم. يعتبر العائد على السندات، الذي يؤثر على تكاليف الاقتراض عبر مختلف أنواع القروض، بما في ذلك الرهون العقارية، قد انخفض إلى 4.11% في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضي.
تتوقع الأسواق أن يشهد سوق السندات الأمريكية اليوم أداءً متباينًا، حيث من المتوقع استمرار ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات في ظل توقعات رفع الفائدة لمكافحة التضخم. مع ذلك، يُتوقع أن يكون السوق متأثرًا بالتحولات الاقتصادية والسياسات النقدية، حيث قد يواجه بعض الضغط بسبب العوامل التضخمية التي قد تؤخر خفض أسعار الفائدة حتى 2025.
أداء البيتكوين في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي
كان سعر بيتكوين يتداول يوم الجمعة الماضية عند 86,100 دولار، مرتفعًا عن أدنى مستوى له خلال الليل عند 84,700 دولار، ولكنه لا يزال أقل من أعلى مستوى له صباح الجمعة عند 91,700 دولار. شهدت العملة الرقمية انخفاضًا في قيمتها بعد أن أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، وهو ما لم يلب توقعات بعض المستثمرين، مما أثر سلبًا على السوق.
ماهي توقعات الأسواق لأداء البيتكوين اليوم الاثنين؟
تتوقع الأسواق اليوم أن يتراوح سعر البيتكوين بين 80,000 و150,000 دولار، مع تداول البيتكوين حاليًا عند 82,587 دولار. تؤثر السياسات التنظيمية في الولايات المتحدة وتطورات السوق العالمية بشكل كبير على سعره، مما يجعل من الضروري متابعة الأخبار والتطورات الاقتصادية بعناية.
ما هو أداء كل من الذهب والنفط يوم الجمعة الماضية؟
انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.3% لتسجل حوالي 2,920 دولارًا للأونصة، في حين ارتفعت عقود النفط الخام غرب تكساس الوسيط، المؤشر القياسي للنفط الأمريكي، بنسبة 1% لتصل إلى 67.05 دولارًا للبرميل. وكان سعر النفط قد سجل أدنى مستوى له منذ أواخر 2021 في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بسبب المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
توقعات أداء الذهب والنفط اليوم الاثنين
تتوقع الأسواق اليوم تقلبات في أسعار الذهب والنفط. يتداول الذهب حول 2,920 دولارًا للأونصة مع توقعات بارتفاعه على المدى الطويل، ولكن قوة الدولار الأمريكي قد تحد من مكاسبه. أما النفط، فقد شهد ارتفاعًا بنسبة 1% ليصل إلى 67.05 دولارًا للبرميل، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 2021، وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف الطلب.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم
تتوقع الأسواق اليوم استمرار قوة الدولار الأمريكي، مع احتمال ارتفاعه بنسبة 0.2% إلى 0.3% في ظل ارتفاع أسعار الفائدة. من المتوقع أن يتراجع اليورو بنسبة 0.1% إلى 0.2% بسبب التوترات الجيوسياسية، بينما قد يشهد الجنيه الإسترليني ضعفًا بنسبة 0.3% بعد خفض معدلات الفائدة. أما الين الياباني، فيتوقع أن يتذبذب بنسبة 0.1% إلى 0.2% نتيجة للضغوط السياسية.