شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات ملحوظة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، متأثرة بتصريحات سياسية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول العلاقات التجارية مع الصين، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية فاقت التوقعات.
وبينما أنهت مؤشرات وول ستريت جلسة الجمعة بأداء متباين، إلا أنها سجلت أفضل أداء شهري لها منذ أواخر عام 2023.
ومع بداية تعاملات الأسبوع الجديد اليوم الاثنين، تسود حالة من الترقب في الأسواق العالمية، وسط استمرار التوترات التجارية وتوقعات بخفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وفي هذا التقرير، نستعرض أهم ما حدث في الأسواق يوم الجمعة، إلى جانب أبرز التوقعات لبداية الأسبوع الجديد.
انخفض مؤشرا S&P 500 وناسداك بشكل طفيف يوم الجمعة وسط حالة من عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، إلا أن المؤشرات حققت أكبر مكاسب شهرية لها منذ عام 2023.
تذبذبت الأسهم بين المكاسب والخسائر خلال تداولات الجمعة بعد تصريح للرئيس دونالد ترامب قال فيه إن الصين لم تلتزم بالاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة.
وأغلقت مؤشرات السوق الرئيسية بشكل متباين؛ حيث تراجع مؤشر S&P 500 بشكل طفيف، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.3%، في حين ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.1%.
وكانت الأسهم قد سجلت مكاسب متواضعة يوم الخميس مدعومة بنتائج أرباح قوية من شركة Nvidia المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، إلى جانب صدور أحكام قضائية متباينة بشأن مشروعية سياسة ترامب الجمركية.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" صباح الجمعة أن الصين "انتهكت تمامًا الاتفاق" المتعلق بالرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا في وقت سابق من هذا الشهر إلى اتفاق مؤقت يقضي بخفض الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الطرفان على بعضهما والتي تجاوزت نسبتها 100% في إطار التفاوض على اتفاق تجاري أشمل.
وقد أدى إعلان خفض هذه الرسوم حينها إلى ارتفاع حاد في الأسواق، لكن عادت حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية لتؤثر سلباً على معنويات المستثمرين خلال الأيام الأخيرة.
إلى جانب التطورات التجارية، تفاعل المستثمرون مع بيانات اقتصادية جاءت أفضل من التوقعات؛ حيث أظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي تباطؤاً في التضخم لشهر أبريل أكثر مما كان متوقعاً، وهو ما ينعش الآمال بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.
وأظهر تقرير منفصل أن ثقة المستهلكين كانت أعلى من المتوقع، تزامناً مع تراجع توقعات التضخم.
ورغم التقلبات الأخيرة، سجل مؤشرا S&P 500 وناسداك أفضل أداء شهري لهما منذ نوفمبر 2023؛ حيث ارتفع S&P 500 بنسبة 6.2%، وناسداك بنسبة 9.6%، بينما أضاف داو جونز 3.9%، محققًا أفضل أداء شهري له منذ يناير.
أما أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى فقد تباين أداؤها يوم الجمعة؛ حيث تراجعت Nvidia بنسبة تقارب 3% بعد مكاسب تجاوزت 3% يوم الخميس، كما انخفض سهم Tesla بنسبة مماثلة.
وتراجعت أيضًا أسهم Amazon وAlphabet، بينما ارتفعت أسهم Microsoft وApple وMeta وBroadcom بشكل طفيف.
وتراجعت أسهم شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية بحدة، وكان في مقدمتها Marvell Technology التي هبطت بنسبة 5.5%. كما انخفضت أسهم Arm Holdings وIntel بنحو 3% لكل منهما، وهبط مؤشر قطاع أشباه الموصلات PHLX بأكثر من 2%.
في المقابل، قفز سهم Palantir بنحو 8% مدفوعاً بتفاؤل متزايد حول توسع الشركة في التعامل مع الحكومة الأميركية.
وشهدت بعض الشركات تحركات ملحوظة بعد إعلان نتائجها الفصلية؛ حيث ارتفعت أسهم Costco بأكثر من 3% بعد نتائج فاقت التوقعات، بينما تراجعت أسهم Gap بنسبة 20% بعد تحذير من تأثير سلبي متوقع للرسوم الجمركية على أرباحها السنوية.
وارتفعت أسهم Ulta Beauty بنحو 12%، لتقود مكاسب مؤشر S&P 500، بعد الإعلان عن نتائج فصلية قوية.
وتصدرت شركة Regeneron Pharmaceuticals قائمة الخاسرين في مؤشر S&P 500 بعد هبوط سهمها بنسبة 19% نتيجة فشل تجربة سريرية لعلاج تجريبي لمرض الانسداد الرئوي المزمن لدى المدخنين السابقين.
انخفض سعر بيتكوين في تداولات بعد الظهر إلى 104,600 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 106,500 دولار خلال يوم الجمعة.
وكانت العملة الرقمية قد بلغت مستوى قياسيًا جديدًا عند 112,000 دولار الأسبوع الماضي، وهو أول رقم قياسي لها منذ فترة ما قبل تنصيب ترامب في يناير.
أما العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، والذي يؤثر على تكلفة الاقتراض، فبلغ 4.40%، منخفضًا من 4.42% يوم الخميس.
وكان العائد قد ارتفع إلى 4.63% الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد القلق بشأن العجز الفيدرالي بالتزامن مع تقدم مشروع الموازنة الجمهوري في الكونغرس.
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2% ليصل إلى 99.44.
وتراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.8% إلى 3,290 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% إلى 60.75 دولارًا للبرميل.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين
تتجه توقعات الأسواق العالمية اليوم الاثنين نحو أداء متباين، وسط ترقب المستثمرين لتطورات السياسة النقدية الأميركية، واستمرار حالة عدم اليقين بشأن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
من المتوقع أن تفتح الأسواق الأميركية والأوروبية على تذبذب طفيف، بينما تشهد الأسواق الآسيوية أداء متفاوتًا.
كما تواصل أسعار السندات والسلع والعملات الرقمية تقلبها، مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية.
في ظل هذه الأوضاع، ينصح المحللون المستثمرين بالحذر وتنويع المحافظ استعدادًا لأي تقلبات مفاجئة.